ما وراء الخبر

الرواية السعودية الجديدة بشأن خاشقجي.. هل ستنقذ ابن سلمان من العقوبة؟

تناقش الحلقة الأهداف من وراء الرواية الرسمية السعودية الجديدة والمختلفة عن تلك التي أدلى بها ولي العهد سابقا بشأن قضية خاشقجي، وإمكانية إسهامها في تمكين الجاني من الإفلات من العقاب.

وحدهم السعوديون كانوا متأكدين من أن مواطنهم الصحفي جمال خاشقجي خرج برجليه من قنصليتهم في إسطنبول، واستغلوا وقتهم في توزيع الاتهامات بين تركيا وقطر، ورسم السيناريوهات لإبعاد التهمة عنهم؛ غير أن تلك الطريقة لم تنجح معهم.

فبعد كذبة دامت أكثر من أسبوعين؛ خرجت الرياض من حالة الإنكار القطعي، لتعترف بأن الرجل "توفي بعد شجار دار في القنصلية". ولا ضير من التضحية الشكلية -التي صدرت بأوامر ملكية- بكبار المستشارين والمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين، دون إخضاعهم للمساءلة.

حلقة (2018/10/20) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت الأهداف والمرامي من وراء الرواية الرسمية السعودية الجديدة، المختلفة عن تلك التي أدلى بها سابقا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهل ستساهم في التستر على الجاني لتمكينه من الإفلات من العقاب؟

من وجهة نظره؛ قال مدير تحرير "ميدل إيست آي" الصحفي البريطاني ديفد هيرست إن السعودية قدّمت سجلا طويلا من الأكاذيب على مرّ الأيام الماضية، ومن السهل إثبات أنها تكذب الآن أيضا؛ فالتسجيلات تثبت أن جمال تم الهجوم عليه ولا أثر لمحاولات جرت لإقناعه، بل الصراخ كان هو سيد الموقف، والطبيب المختص في تشريح الجثث كان حاضرا ومستعدا لتقطيع الجثة خلال دقائق معدودة.

مصداقية مفقودة
وأضاف هيرست أن هذه الرواية تم تصميمها لإنقاذ ولي العهد، وإحاطته بجدار يحميه من أي شيء خارجي، لكن الأمر صعب لأن أغلب منفذي الجريمة هم من المقربين منه ومن حرسه الشخصي، وهذه مشكلة حقيقية بالنسبة إليه. هذا بالإضافة إلى أنه فقد كل المصداقية في وسائل الإعلام الأميركية؛ حسب تعبيره.

وبدوره؛ يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والمحاضر في جامعة جورج تاون باتريك ثيروس أنه من الصعب تصديق هذه الرواية؛ ففريق من 15 شخصا قد يُفترض أنهم جاؤوا ليختطفوا الرجل أو يهربوه للسعودية بشكل هادئ من دون أن يلاحظ أي شخص، لكن أن يضربوه ويعذبوه ويقتلوه فهذا مؤشر على أن لديهم أوامر بالقيام بذلك.

وتساءل ثيروس: إن كان الهدف هو قتل خاشقجي فلماذا إرسال فرقة موت إلى القنصلية؟ مشيرا إلى أنه بإمكانهم استئجار قتلة مأجورين في إسطنبول، وموضحا أن كل العملية غير منطقية، وتشير إلى أن السعودية لا تعرف كيفية العمل، وليس لديها أدنى فكرة عما تفعله.

ومن جهته؛ قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية وكبير الباحثين بمعهد السلام الأميركي سابقا حسن البراري إن الرواية السعودية الأولى لم تصمد أمام التحقيقات، وبالتالي جاءت هذه الرواية الرسمية الثانية التي تنطوي على كثير من المتناقضات.

فالجانب السعودي كان يربح الوقت للبحث عن كبش فداء مناسب، وتمكين الجاني الحقيقي من الإفلات من العقوبة، وحتى لا يكون هناك لوم مباشر لولي العهد السعودي. فهل ستكون هناك عدالة، أم إن الرواية ستمكّن ولي العهد السعودي من الإفلات من العقاب؟

جوابا على هذا السؤال؛ قال البراري إنه يعتقد أن السيناريو المطروح هو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستمر في دعم ابن سلمان، وبالتالي سيفلت الجاني الحقيقي من تورطه في القضية.