ما وراء الخبر

جريمة خاشقجي.. هل فضحت غباء الاستخبارات وحماقة الساسة؟

بحثت حلقة (2018/10/18) من برنامج “ماوراء الخبر” سرعة تكشّف تفاصيل عملية اغتيال خاشقجي مقارنة بعمليات مماثلة سابقة، وناقشت مستوى الأداء السياسي لمن أمر بتنفيذ العملية والأداء الأمني للضالعين فيها.

لم تمض سوى ساعات قليلة على انتشار خبر اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول، حتى بدأت تتكشف الحقائق عن تورط الدولة السعودية بأرفع مستوياتها في ارتكاب جريمة قتله.

وكشفت الصور المسربة من فريق التحقيق التركي عن ضلوع شخصيات مقربة جدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتنفيذ الجريمة، فقائد فريق الاغتيال ظهر معه في عدة زيارات رسمية خارجية، وبعض المتهمين هم من حراسه الشخصيين الدائمي الظهور معه.

وهذا ما دفع صحيفة نيويورك تايمز لتشبيه بن سلمان بأنه كمن حاك مؤامرة بنفسه ضد مستقبله السياسي، فهل مردّ ذلك غياب الاحتراف والمؤسسية، أم أن مهمة تصفية خاشقجي أوكلت لفريق مقرب من ولي العهد وليس لفريق استخباري محترف؟

الحلقة (2018/10/18) من برنامج "ما وراء الخبر" بحثت تفسيرات سرعة تكشّف تفاصيل عملية الاغتيال بشكل غير مسبوق، كما بحثت مستوى الأداء السياسي لمن أمر بتنفيذ هذه العملية، وكذلك الأداء الأمني للضالعين فيها.

جريمة مفضوحة
الخبير العسكري الإستراتيجي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات هشام جابر أوضح أنه في علم الجرائم يقال "جريمة كاملة" للجرائم التي يصعب أن ينكشف شيء منها، "أما هذه الجريمة فليس فيها شيء من الكمال، كلها نواقص وحماقات وثغرات".

وأضاف "حتى إن تم افتراض أن الحكومة التركية لم تزرع كاميرات وأدوات تنصّت داخل القنصلية، فعلى الأقل يمكن التنصت من الخارج وتسجيل كل حركة أو صوت على بعد مئتي متر من القنصلية"، وهو نظام تملكه حتى الدول المتخلفة.

وسخر جابر من المتهم بقيادة فريق الاغتيال المدعو ماهر مطرب الذي قال إنه لا يملك شيئا من المهارة، وهو  بحماقاته من ساعد في كشف كل التفاصيل.

وعن الأخطاء التي سُجلت في تنفيذ العملية، من متورطين بوجوه مكشوفة، وطائرات مرصودة، وصور ملتقطة في الداخل والخارج؛ عبّر الخبير الأمني والمحقق السابق في سكوتلانديارد تشارلز شوبريدج عن اعتقاده بأن ذلك يعود لأن الجريمة خُطط لها على عجل.

حماقة سياسية

وماذا عن حنكة الساسة الذين أمروا بارتكاب الجريمة؟

يرد الخبير  العسكري هشام جابر بأن من أعطى الأمر بارتكاب الجريمة لا يملك أي إدراك سياسي، ومضى يقول إن جريمة الاغتيال هذه هي نموذج بسيط للسياسة السعودية المتخبطة، متسائلا عن الإنجازات التي جنتها المملكة سواء من الحرب "العبثية" التي تخوضها في اليمن، أو تورطها في أزمات العراق وسوريا، أو حصارها لقطر.

أما تشارلز شوبريدج فتحدت عن غطرسة وغرور كبيرين لدى من أمر بتنفيذ الجريمة، دون التفكير بالتبعات السياسية والاقتصادية.

بدوره استغرب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بيل لو، الصحفي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية والكاتب في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، اختيار مقر دبلوماسي لتنفيذ جريمة كهذه، رغم أن هناك إمكانيات وفرصا أخرى كانت تستطيع السعودية اللجوء لها لإسكات خاشقجي، معتبرا خيار القنصلية يدلّ على سوء التخطيط للعملية برمتها، وسوء تنفيذها.

وعبّر عن قناعته بأن من الصعب على بن سلمان أن ينجو أو يفلت من هذه الجريمة، وقال إنه "أجهز على نفسه بنفسه".

المصدر: الجزيرة