ما وراء الخبر

ما مصير ابن سلمان بعد تورط مقربين منه بقضية خاشقجي؟

بحثت هذه الحلقة من “ما وراء الخبر” تداعيات كشف تقارير أميركية ضلوع مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل جمال خاشقجي، وانعكاسات ذلك على تفاعلات القضية دوليا.

الأدلة الجنائية والتقارير الدولية كلها تشير بأصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي؛ استدراجٌ فحقن فتعذيب فقتل ثم تقطيع، ومعلومات جديدة تفيد بأن المشتبه فيهم في القضية هم أشخاص مقربون من ابن سلمان، وأعضاء في فريق حمايته.

ومن بين هؤلاء المقربين المدعو ماهر عبد العزيز مطرب الذي رافق ابن سلمان في رحلات عدة، وهو الذي تولى تنسيق عملية الاغتيال؛ فكيف ستتعامل الرياض مع كل هذه المعلومات؟ وهل سيستمر الأمير حاسما وجازما في معرض نفيه فرضية الاغتيال ويبحث له عن كبش فداء، أم إن أمر تورطه في الجريمة أضحى باديا أمام العالم؟

حلقة (2018/10/16) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مع ضيوفها تداعيات كشف تقارير أميركية ضلوع مقربين من ولي العهد السعودي في قتل الصحفي جمال خاشقجي.

فمن وجهة نظره؛ يرى الباحث والمحلل السياسي علي باكير أنه من غير الممكن أن يتم تنفيذ هذه العملية من دون قرار صادر عن ولي العهد السعودي، موضحا أنه لا يوجد أي شخص في السعودية قادر على أن يجمع فريقا من 15 موظفا رسميا ودبلوماسيا ويوجههم لعملية قتل واغتيال، إلا إذا كان الأمر صادرا عن ولي العهد نفسه.

وأضاف باكير أن الجانب التركي يقوم بتسريب المعلومات بشكل دقيق ومحدد، ويستهدف بذلك حشد الرأي العام الدولي والأميركي حتى لا تقتصر المهمة على تركيا والسعودية، كما يستهدف الضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تحاول إنقاذ ابن سلمان من الورطة التي وقع فيها.

أما الباحث في معهد بوتوماك للدراسات السياسية توفيق حميد فقد أشار إلى أن الإصلاحات التي قام بها ولي العهد السعودي تجعل له أعداء كثيرين، موضحا أن المعلومات المسربة تشير فقط إلى أن هناك علاقات سياسية أو دبلوماسية أو أمنية لهؤلاء الأشخاص مع الأمير ابن سلمان.

لكن هذا لا يعني -حسب رأيه- أن هؤلاء ليست لديهم علاقة بغيره، فهناك احتمال أنهم دبروا الأمر لتدمير سلطة محمد ابن سلمان في الخارج بعد النجاح الذي حققه، لأن السعودية ليس من صالحها أن تُصدر أمرا بتنفيذ عملية اغتيال داخل قنصليتها، فهي تعلم أن هذا سيشوّه صورتها وسمعتها أمام العالم.

ومن جهته؛ أكد المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الدولية والمُحاضر بجامعة جونز هوبكنز الأميركية إدوارد جوزيف أن الخناق بدأ يضيق على السعودية، والمعلومات المسربة تجعل من الصعب الإبقاء على فكرة أن العملية لم تتم الموافقة عليها من أعلى المستويات في الرياض.

وأوضح جوزيف أن الأفراد لديهم علاقات وثيقة مع الحرس الملكي، والمدعو مطرب سافر مع ابن سلمان في رحلات عدة، وبالتالي من الصعب جدا تصديق أن هذه العملية نفذتها عناصر مارقة أو أعداء لابن سلمان، أو أنها خرجت عن سيطرته الشخصية.