كيف تخرج السعودية من أزمة خاشقجي؟

تتواصل ردود الفعل الدولية بشأن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي واحتمال مقتله، وتتوالى التقارير التي تشير إلى تورط السعودية في ملف الاختفاء، كما تستمر الضغوط الدولية على المملكة لإثباتت  روايتها القائلة إن خاشقجي غادر القنصلية السعودية.

هذه الضغوط تضع السعودية في موقف صعب تتلقى فيه الاتهامات من كل الاتجاهات، فما المنافذ التي قد تتيح للسعودية الخروج من هذا المأزق أو على الأقل تخفف من حدة التأثير الذي طال صورتها أمام المجتمع الدولي؟

استغلال الأزمة
يقول الأكاديمي والباحث السياسي عماد الدين الجبوري في حلقة (2018/12/10) من برنامج "ما وراء الخبر"، إنه ينبغي على السعودية أن تستغل هذا الضغط السياسي والإعلامي عليها لتتخذ قرارات جريئة وتصفي مشاكلها داخليا وخارجيا.

وأضاف أن على المملكة أن تحول هذه الأزمة إلى مبادرة لإطلاق سراح جميع المعتقلين من شيوخ وسياسيين وأكاديميين وعلماء داخل السعودية، وأن تعيد النظر في مسألة حصار قطر وتستعيد العلاقاتت  الدافئة مع الجانب التركي.

الاعتراف أو الاستحلاب
أما المحامي والناشط الحقوقي السعودي سلطان العبدلي، فقد أكد أن المخرج واضح، وهو أن تسلم السعودية الأشخاص الخمسة عشر الذين تشير إليهم أصابع الاتهام بالتورط في اختفاء خاشقجي، معتبرا أن ما دون ذلك يعني أن "تُستحلب السعودية" من قبل ترامب بمئات المليارات من الدولارات.

ورأى العبدلي في تصريح ترامب الذي قال فيه إن الجميع متأكد وجازم أن خاشقجي دخل القنصلية لكنه لم يخرج، إشارة لمحمد بن سلمان أن يدفع ويدفع أكثر.

وأضاف أن ولي العهد السعودي سيحطم ثروات المملكة ويبدد إمكاناتها بهذه التصرفات، لافتا إلى التعامل الإعلامي السعودي مع الأزمة الذي يؤكد -بحسب رأيه- أنهم يعيشون في كوكب آخر.

من جهته، قال كبير الباحثين في معهد "كيتو" للدفاع دوغلاس بانداو إن السعودية معروفة باختطاف أمراء داخل البلد، وإلقاء القبض على كثير من المعلقين والناقدين، وبالتالي فإن ما حصل لخاشقجي يتوافق مع سلوكها السابق.

وبحسب بانداو فإن الرياض لم تكن تتوقع هذه الردود القوية، ولم تكن مستعدة لكل هذه الانتقادات، لذلك فقد  وضعت نفسها في موقف صعب حين زعمت أن خاشقجي خرج من القنصلية.