ما وراء الخبر

هل يسلم حفتر الورفلي للجنائية الدولية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” تكرار عمليات الإعدام الجماعي التي ينفذها في ليبيا محمود الورفلي الضابط المقرب من خليفة حفتر، رغم المطالبات بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

طالبت الأمم المتحدة بتسليم محمود الورفلي القائد في قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى المحكمة الجنائية الدولية فورا. وجاءت المطالبة بعد نشر صور يَظهر فيها الورفلي وهو يُعدم عشرة أشخاص بمنطقة السلماني في بنغازي. وقد نفّذ الورفلي من قبل عدة عمليات إعدام جماعي.

حلقة الخميس (2018/1/25) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت تكرار عمليات الإعدام الجماعي التي ينفذها في ليبيا محمود الورفلي رغم المطالبات بتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية.

وفي هذا الخصوص قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبد السلام الراجحي إن الورفلي يستمد قوته من الدعم اللامحدود له "من حاكم أبو ظبي محمد بن زايد وحاكم القاهرة عبد الفتاح السيسي"، مشيرا إلى أن الإمارات ومصر تدعمان بشكل غير محدود جماعة خليفة حفتر.

وأوضح أنه رغم صدور مذكرة جلب بحق الورفلي من المحكمة الجنائية الدولية، فإنه حر يسافر دائما إلى مصر والإمارات اللتين تدعمانه بالأموال.

وأكد الراجحي أن حفتر لن يسلم الورفلي إلى المحكمة الجنائية، بل على العكس سيكافئه بترقيته من رتبة نقيب إلى رائد بعد تنفيذه عمليتي الإعدام الجماعي الأولى والثانية. وأعرب عن اعتقاده بأن الورفلي سيستمر في ارتكاب عمليات الإعدام الجماعي الميدانية في ظل غياب عقوبات رادعة من قبل المجتمع الدولي على حفتر.

جرائم حرب
من جهته، أوضح الخبير التونسي في القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدكتور عبد المجيد العبدلي أن الصور التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات الإعدام التي ينفذها الورفلي تعتمدها المحكمة الجنائية الدولية لإثبات وقوع الجريمة، "وبالتالي فما رأيناه على شاشات التلفزة كافٍ وحده لإدانة الورفلي بارتكاب جريمة حرب".

وعزا سبب عدم إلقاء القبض على الورفلي رغم صدور مذكرة جلب بحقه من المحكمة الجنائية "لأن المحكمة ليس لها جيش أو شرطة لتفعل ذلك، لكن الدول النافذة في مجلس الأمن هي التي قصرت في ذلك".

وأضاف أن المسؤولية الأولى يتحملها حفتر لأنه القائد العسكري الذي يعمل الورفلي تحت إمرته، وهو مطلوب للمحكمة وحفتر لا يسلمه بل يرقيه، فيعتبر مشاركا في جريمة الحرب وعقوبته نفس عقوبة الفاعل الأصلي، مشيرا إلى أن ما يقوم به حفتر يسمى التستر والمساعدة على الإفلات من العقاب.

واعتبر العبدلي أن جيش حفتر كله يجب أن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في ليبيا، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ملزم بتسليم حفتر والورفلي كي لا يفلتا من العقاب.