ما وراء الخبر

أميركا وباكستان.. ماذا بعد اتهامات ترمب؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” مستقبل التعاون بين باكستان وأميركا على ضوء اتهام ترمب إسلام أباد بخداع بلاده والتواطؤ مع “الإرهابيين”.

استدعت باكستان سفير الولايات المتحدة لديها احتجاجا على انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي اتهم إسلام أباد بإيواء إرهابيين، وقال إنها تلقت أكثر من 33 مليار دولار من واشنطن، ولم تقدم مقابل ذلك سوى الخديعة والكذب. 

حلقة (2018/1/2) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مستقبل التعاون بين باكستان وأميركا على ضوء اتهام ترمب إسلام أباد بخداع بلاده والتواطؤ مع "الإرهابيين".

الكاتب الصحفي الباكستاني طاهر خان علق على تغريدة ترمب قائلا "الجميع في باكستان استغرب من تصريحات ترمب، ومن استمرارا هذه الادعاءات والمزاعم ضد باكستان".

وتساءل لماذا تتجاهل الإدارة الأميركية الحالية دور باكستان في حرب أفغانستان، وتنسى أن الطائرات الأميركية كانت تطير لقصف مواقع طالبان في أفغانستان من الأراضي الباكستانية، وأنه حتى عام 2014 كانت باكستان تقدم كل الطرق البرية والسكك الحديدية لقوات الناتو لنقل أسلحتها وجنودها إلى أفغانستان.

وبحسب طاهر خان فإن هناك انطباعا عاما بخيبة الأمل في باكستان، لأن الأميركيين لا يحترمون التضحيات الباكستانية، "وفقط نسمع منهم الاتهامات الموجهة لباكستان، رغم أن باكستان فقدت حوالي 70 ألف شخص منذ أن انضمت إلى التحالف الأميركي ضد القاعدة وطالبان".

ومضى قائلا "إذا أراد الأميركان أن يكون لديهم علاقات جيدة وأن يحققوا نجاحا حقيقا في أفغانستان، فلا اعتقد أن الضغط على باكستان سيكون الخيار الأفضل، ولابد لهم من الجلوس مع الحكومة الباكستانية للتوصل إلى حل يرضي الطرفين".

للاستهلاك المحلي
من جانبه أوضح المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري أن 90% من تغريدات ترمب للاستهلاك المحلي، ويركز فيها على الناحية المالية، فهو يريد أن يبرهن لمن صوت له بأنه حريص على المال العام.

وأضاف أن تغريدة ترمب تحدثت عن قضية مهمة بين أميركا وباكستان ولكنها ليست جديدة، فهناك خلافات بين البلدين منذ سنوات بسبب وكالة المخابرات الباكستانية، في ظل شكوك أميركية عن علاقتها مع شبكة حقاني وبعض أفراد القاعدة.

لكن خوري شدد على أن باكستان لم تستغب أحدا وأن الإدارات الأميركية السابقة كانت على دراية بهذه المعلومات، وكانت تعالجها في الغرف المغلقة ووقفا لمصالح البلدين، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تؤخذ تغريدة ترمب على محمل الجد لأنه قد لا يكون يعلم تاريخ وتفاصيل العلاقات بين البلدين، ولا يمكن أن يصدر هذا التصريح عن الخارجية أو المخابرات الأميركية.

في المقابل نفى كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط كينث كوتزمان أن تكون باكستان حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة الأميركية، لكنه أقر بوجود مصالح مشتركة وتعاون بين البلدين في مجالات عدة منها مكافحة الإرهاب.

واعتبر تغريدة ترمب جزءا من محاولات واشنطن إقناع إسلام أباد بألا تسمح لمقاتلي القاعدة وطالبان بالوصول إلى أفغانستان، وأن تطاردهم في باكستان بدلا من أن تتولى الولايات المتحدة مطاردتهم في أفغانستان.