
ماذا تحمل زيارة رئيس الأركان الإيراني لأنقرة؟
من فوق تباين وصل في بعض محطاته مرحلة الصدام غير المباشر، تمد أنقرة وطهران أيديهما لتلتقيا من أجل مواجهة تحديات مشتركة فرضتها التطورات العاصفة في المنطقة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلتقي في أنقرة رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري الذي يزور تركيا في أول زيارة لمسؤول إيراني على هذا المستوى منذ العام 1971.
هناك ملفات عديدة في سوريا والعراق، فإلى أي مدى يمكن أن ينسق الأتراك والإيرانيون في هذه القضايا؟
تبدل إستراتيجي
وفقا لأستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان محمد المختار الشنقيطي، فإن هذه الزيارة سابقة حقيقية وتدل على تبدل إستراتيجي في المنطقة.
ويضيف لحلقة الأربعاء (2017/7/16) من برنامج "ما وراء الخبر" أن العلاقات الإيرانية التركية حافظت على الجانب الاقتصادي رغم الشقاق خصوصا في الملفين السوري والعراقي، لكنها منذ شهر تشهد تحولا إستراتيجيا، مشيرا إلى زيارة ضباط مخابرات عسكرية أتراك لطهران قبل شهر.
ويتابع الشنقيطي قائلا إن زيارة رئيس الأركان واستقباله من قبل الرئيس أردوغان يأتي في أجواء حصار قطر وتخلي السعودية عن كل أوراقها الإستراتيجية في المنطقة، فالرياض تستقبل مقتدى الصدر وأنقرة تستقبل باقري، بما يعني فارقا كبيرا في الرؤية الإستراتيجية بين السعودية وتركيا.
التغير الأميركي
من ناحيته يقول الباحث في مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن سعد ناجي جواد إن للطرفين -تركيا وإيران– مصلحة مشتركة للتقرب من بعضهما البعض في ملفات عديدة، لافتا إلى أن التغير في السياسة الأميركية يدفعهما للتقارب.
هذا التغير الأميركي يرى الشنقيطي أنه جعل واشنطن خاسرة وموسكو رابحة ومشجعة على التلاقي الإيراني التركي، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهمه إبعاد أنقرة عن الناتو.
زيارة الوفد الإيراني لثلاثة أيام تضع في رأيه الملف السوري ضمن أبرز الأولويات وخصوصا إدلب والملف الكردي العراقي الذي يهم الطرفين.
وفيما يتصل بالغياب العربي، يقول ناجي جواد إن أخطاء العرب بدأت مع موافقتهم على تدمير قوة العراق، ثم تدمير ليبيا والاندفاع نحو الحرب في سوريا، مما قزم دورهم وجعل إيران وتركيا اللاعبين الوحيدين في المنطقة.
وفي هذا الإطار يذهب إلى وصف الجامعة العربية بالفاشلة على كل الأصعدة، ومن آخرها الملف السوري الذي لم تعمل على جمع أطرافه بل طردت دولة سوريا منها، وكذلك في العراق حيث تكتفي فقط بعبارات عابرة.