ما وراء الخبر

ماذا بعد تورط الإمارات بقرصنة وكالة الأنباء القطرية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” التغيرات المحتملة في طبيعة الأزمة الخليجية، بعد الكشف عن ضلوع الإمارات في قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية.

حلقة (2017/7/17) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت التغيرات المحتملة في طبيعة الأزمة الخليجية، بعد الكشف عن ضلوع الإمارات في قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية. 

وفي هذا الصدد، اعتبر مدير مكتب صحيفة "إنترسبت" الإلكترونية في واشنطن رايان غريم أن ما كشفته واشنطن بوست يغير قواعد اللعبة تماما، ويصعّب على السعودية والإمارات الاستمرار في تبرير حصار قطر، مشيرا إلى أن الصحيفة كانت واثقة من معلوماتها التي نشرتها في هذا التقرير.

وأوضح أن واشنطن بوست هي منصة لنقل المعلومات نيابة عن المؤسسة الاستخباراتية الأميركية، "فإذا كنت عضوا رفيعا في الاستخبارات الأميركية وتريد إخراج معلومات إلى العلن، فإن لديك أولا واشنطن بوست وثانيا نيويورك تايمز، لكن واشنطن بوست هي أفضل السبل لعمل ذلك".

وعن طبيعة التعامل الأميركي مع الأزمة الخليجية بعد ما كشفته الصحيفة، توقع غريم حدوث أمرين: أولهما أن تنذر واشنطن الإماراتيين بالتعبير عن شعورها بالإحباط إزاء الإمارات، وتتخذ موقفا صلبا في المفاوضات لحل الأزمة، كما يمكن أن تعاقب الإمارات بسبب عملية القرصنة.

أما الأمر الثاني -بحسب غريم- فهو أن تحذر الخارجية الأميركية وتمارس ضغوطا مضادة على سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، بسبب تجاوزه جهاز الدبلوماسية الأميركية وتواصله مباشرة مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، متوقعا أن يرتد ذلك على العتيبة ويغير موقف واشنطن ودورها في الأزمة الخليجية.

دروشة
من جهته،  قال الخبير في القانون الدولي الدكتور سعد جبار إن من "الدروشة" أن ينفي وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش صحة ما نقلته واشنطن بوست عن ضلوع الإمارات في قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وأشار إلى أن من نفذ العملية وسط محدود من كبار المسؤولين الإماراتيين لا يعرفه العتيبة ولا قرقاش.

وأكد جبار أن ما قامت به الإمارات وتابعتها السعودية خرق للقوانين والمعايير والأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار، ولقطر أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي وإحاطته علما بذلك.

وأضاف أن "الاتهامات التي وجهتها عصابة دول الحصار الأربع إلى قطر هي مزاعم لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلا".

واعتبر أن التحدي الآن أمام الرئيس الأميركي ترمب هو إنهاء الازدواجية في التعامل مع الأزمة الخليجية، وتوضيح ما إذا كان يتصرف كرئيس دولة وفقا للدستور الأميركي ويحرص على مصالح أميركا الإستراتيجية خاصة مع قطر التي استقبلت القاعدة الأميركية عندما رفضتها السعودية، أو أنه يتصرف كرجل أعمال همه تحصيل الكسب المالي له ولعائلته.

 

أزمة مفتعلة
أما أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري، فاعتبر أن ما كشفته واشنطن بوست عن تورط الإمارات في القرصنة دليل واضح على أن الأزمة الخليجية أزمة مفتعلة لأهداف خاصة بدول الحصار وضد قواعد المجتمع الدولي.

وأضاف أن دول الحصار ليست راغبة في الوصول إلى حل للأزمة، وليست لديها مطالب واضحة يمكن من خلالها أن يتفاوض الطرفان على الحل. ووصف دول الحصار بأنها مستعدة للكذب والاختراق في سبيل ما تقوم به.

ورأى أن طريق الحل واضح، وهو الضغط على دول الحصار لإنهاء هذه الأزمة المفتعلة بشكل يحترم أولا السيادة الوطنية القطرية ولا يفرض الوصاية عليها، ويوفر حالة من إعادة دول الحصار إلى حضن المجتمع الدولي.

وقال إن الكرة الآن في ملعب دول الحصار بعد أن انكشفت اللعبة، "وهذه الدول أمامها مرحلة صعبة لإعادة تسويق نفسها أمام المجتمع الدولي وحلفائها في المنطقة".