ما وراء الخبر

ما مدى استفادة إيران من الأزمة الخليجية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” مدى استفادة إيران من الأزمة الخليجية، والتداعيات المحتملة لاستمرارها.

حلقة الجمعة (2017/6/30) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مدى استفادة إيران من الأزمة الخليجية، والتداعيات المحتملة لاستمرارها.

أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة محمد المختار الشنقيطي قال إن "كل ما قيل في قمة الرياض والتحشيد ضد إيران تبخر في لمحة البصر، فبدل الحديث عن جبهة ضد إيران أصبح لدينا الآن معسكران، إيران تتصدر في أحدهما أو لها دور كبير في أحدهما، إلى جانب تركيا".

وأضاف "صحيح أن تركيا هي الخيار الأول للقطريين، لكن الجغرافيا تخدم إيران لاسيما في الجانب الاقتصادي، فخطوط الإمداد الإيرانية أقرب إلى الدوحة من التركية، كما أن قدر الجغرافيا جعل قطر وإيران شريكين في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وهذا يفرض على البلدين أن يكون هناك نوع من حسن الجوار مهما تكن خلافاتهما في الملفات الإقليمية".

وبحسب الشنقيطي فإن هناك منحى تصاعديا في التعامل الإيراني مع الأزمة الخليجية، ولكن من أول يوم اتضح أن إيران تأخذ الموضوع بمحمل الجد، ويكفي أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف سافر إلى إسطنبول لمناقشة الأزمة الخليجية، رغم وقوع تفجيرات في أماكن حساسة بطهران.

وشدد على أن إيران دولة ذكية استفادت من ضعف الأداء الخليجي في القضايا الخلافية معها كالملف السوري واليمني، وفي نهاية المطاف وجدت ثغرة في المعسكر الذي كان يجب أن يعمل ضدها فاستفادت منها.

صراع نفوذ
من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت فيصل أبو صليب أن النظام الإقليمي غير مستقر ولم تتحد ملامحه منذ عام 1991، وبالتالي هناك متنافسون في هذا النظام الإقليمي، ولا يمكن لأي دولة منافسة أن تشهد دولة أخرى وهي تحاول أن تفرض السيطرة على المنطقة دون أن تتدخل، وبالتالي كان التدخل الإيراني متوقعا عندما رأت أن السعودية تزيد نفوذها في المنطقة لاسيما بعد زيارة ترمب.

وأوضح أن إيران دائما ما تنتهز هذه الفرص لتحقيق المصلحة إستراتيجيتها، وقد حدث هذا الأمر بعد الغزو العراقي للكويت، رغم أن علاقات الكويت لم تكن جيدة مع إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية، كما استغلت طهران الغزو الأميركي للعراق لتزيد من نفوذها هناك.

بدوره أشار المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري إلى أن هذه الأزمة تقرّب بعض الشيء بين إيران وتركيا على الأقل في الملف الخليجي، ولكن لهذا التقارب حدودا، خاصة مع الاختلاف الكبير بين البلدين في الملف السوري.

ولفت إلى أن هناك أصواتا مختلفة داخل الإدارة الأميركية تجاه إيران، وهناك أصوات تدعو لإقامة علاقات أفضل مع إيران واستغلال هذه الفرصة للتعاون دبلوماسيا مع إيران ولو بشكل غير مباشر لتهدئة الوضع في اليمن والخليج، لكن معظم الأصوات في أميركا لا تشجع على هذا التعاون.