ما وراء الخبر

الأزمة الخليجية.. من المستفيد ومن الخاسر؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” موضوع من المستفيد من الأزمة الخليجية الراهنة وتغيير البوصلة عن الملفات الكبرى في الشرق الأوسط.

حلقة (2017/6/18) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت موضوع من المستفيد من الأزمة الخليجية الراهنة وتغيير البوصلة عن الملفات الكبرى في الشرق الأوسط.

وفي هذا الخصوص، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة محمد المختار الشنقيطي إن المستفيد الأول من هذه الأزمة التي افتعلت بين دول الخليج هو إيران، أما الثاني فهو إسرائيل.

وأضاف أن إيران دولة ذكية وأرادت استثمار الخلخلة التي حدثت في دول الخليج بسبب هذه الأزمة، معتبرا أن الأزمة تساعدها على تبييض وجهها وإظهار نفسها على أنها واقفة مع خليجي مظلوم ضد خليجي ظالم، كما أنها تريد إعادة تأهيل نفسها في المنطقة بعد أن كانت في مواجهة مع الجميع، وقد فتحت لها الأزمة أبوابا جديدة للدخول في التحالفات الإقليمية، مشيرا إلى أن إيران لم تعد بسبب هذه الأزمة الخطر الأكبر بل أصبحت المستفيد الأكبر، حيث إنها بدأت تدخل في المعادلة الخليجية.

ورأى الشنقيطي أن السعودية هي الخاسر الأكبر من الأزمة الراهنة، حيث إن إيران تحاصرها، كما أن السعودية فتحت جبهة مع قطر أقرب الدول وأشدها وفاء لها، مشيرا إلى أن الأزمة ربما تؤدي إلى اصطفافات إقليمية ودولية ستكون السعودية الخاسر الأول والأخير منها.

وأعرب عن اعتقاده بأن قطر بعد الحصار لن تكون هي نفسها قبل الحصار "وستبقى الجراح غائرة حتى ولو سويت الأزمة التي تجاوزت الخلاف السياسي إلى مستوى من الإسفاف الإعلامي وقطع الأرحام سيبقى في النفوس طويلا، ونتمنى إصلاح الحال قبل فوات الأوان". 

تحالفات إقليمية ودولية
 من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت فيصل أبو صليب إن كل الأطراف الخليجية خاسرة من هذه الأزمة غير المبررة، مشيرا إلى أنه لأول مرة منذ قيام مجلس التعاون الخليجي عام 1981 تحدث أزمة بهذا الحجم.

وأوضح أن الفرق بين الأزمة الحالية والأزمات السابقة التي مر بها مجلس التعاون الخليجي هو أن الأزمات السابقة كانت بين القادة، لكن في الأزمة الحالية تأثرت الشعوب سلبا وحصل اصطفاف واستقطابات داخل مجلس التعاون ستخسر بسببه كل الأطراف.

وأضاف أن الأطراف الخارجية هي المستفيدة من هذه الأزمة، مشيرا إلى أن كل الجهود كانت إبان زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية موجهة لمواجهة التمدد الإيراني، لكن بعد مغادرة ترمب حصل تحول مفاجئ ليس باستهداف إيران ولكن باستهداف قطر عضوة مجلس التعاون والمشاركة بفعالية في التحالف العربي في اليمن "وهذا ليس في المصلحة الإستراتيجية لدول الخليج".

وأكد أن المستفيد الأول من الأزمة هو إيران التي ستستفيد من التناقضات الخليجية الخليجية والخليجية العربية لتحقيق أهدافها في المنطقة عن طريق الانسجام والاندماج داخل معادلة الأمن الخليجي والعربي، كما أنها ستستفيد من الضغوط على قطر لوقف دعم حماس لاستقطابها مرة أخرى.

وأشار إلى أن الأزمة يمكن أن تؤدي إلى تغيير التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة بسبب الاستقطاب الحاصل "ويمكن ظهور تحالف إقليمي بين تركيا وإيران تنسجم معه قطر مستقبلا إذا لم تحل الأزمة، كما أن من بين الاحتمالات المطروحة انسحاب قطر من مجلس التعاون، وذلك إذا حصل فسيحدث هزة عنيفة للمجلس خاصة السعودية، إذ إن الخاسر ليس قطر بالتحديد لكن أيضا السعودية".

ووصف قطر بأنها دولة براغماتية تستطيع تحقيق مصالحها دون الالتفات لانعكاسات المسائل النفسية والشخصية الناجمة عن الأزمة إذا حققت هذه المصالح، وهي قادرة على تجاوز الأزمة بشرط أن يتم حلها عن طريق الوساطة السلمية دون أن يكون هناك ضغط على أي دولة لأنه بمرور الوقت فإن الأمر يكون في صالح المضغوط عليه.