ما وراء الخبر

دماء كابل بين لاعبين محليين ودوليين

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الأسباب والدوافع المحتملة وراء التفجير الذي ضرب العاصمة الأفغانية كابل ومن يقف وراءه، والتداعيات المرتقبة داخل وخارج أفغانستان بعد الهجوم.

انفجار ضخم هز العاصمة الأفغانية كابل، وكانت أداته شاحنة تحمل 1.5 طن من المتفجرات وفق مصدر غربي. أما مكان الانفجار فكان قرب السفارة الألمانية.

الأسئلة أيضا انفجرت عقب الهجوم الذي أوقع مئات القتلى والجرحى واستهدف حيا يضم معظم الدوائر الحكومية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، بما فيها سفارات عربية وأجنبية.

من كان مستهدفا بالفعل بذلك الانفجار؟ من يقف وراءه؟ خاصة أن حركة طالبان سارعت إلى نفي مسؤوليتها عنه، بينما لاذ تنظيم الدولة الإسلامية بالصمت.

عملية معقدة
من كابل يقول مدير مركز الدراسات الإقليمية والإستراتيجية عبد الباقي أمين إنها عملية معقدة لم يجر تفكيكها حتى اللحظة، فهناك رواية أوردتها عدة أطراف في العاصمة تتحدث عن شاحنة نفايات تخدم المنطقة وتتبع إحدى السفارات.

ويتساءل في حلقة الأربعاء (2017/5/31) من برنامج "ما وراء الخبر": هل كان تنظيم الدولة وراء الهجوم؟ كيف وصل إلى الشاحنة؟ ومن أين جاءت المادة التفجيرية النوعية؟

ويورد عبد الباقي أمين احتمال وجود أياد أجنبية وراء التفجير، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وحلف الناتو يروجان بأن الخروج من أفغانستان عام 2014 دفع البلاد إلى الفوضى، وأن هناك مساعي لعودة آلاف الجنود.

ووفقا له فإن من مبررات العودة إلى أفغانستان تصفية حسابات بين قوى كبرى: الغرب وروسيا والصين.

طالبان والقاعدة
أما أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة "جورج تاون" مارك جايكوبسن فقال إنه لا يستطيع إخراج طالبان من دائرة الاتهام، إذ إنها نفذت سابقا عمليات ولم تعلن مسؤوليتها عنها فورا.

وأضاف إلى طالبان، احتمال وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم، رغم أن التنظيم تناقصت قوته بفعل ضربات الناتو، إلا أنه ما زال نشطا، وفق قوله.

ولم يوافق جايكوبسن على وجود مصلحة أميركية في تفجير الأوضاع بأفغانستان، قائلا إن الرئيس دونالد ترمب لا يريد إغراق الجيش في مستنقع جديد.

وفي ما يتصل بتداعيات الهجوم محليا، قال عبد الباقي أمين إن التفتيش والضوابط الأمنية يجب أن تطبق على كل ما يتبع السفارات الأجنبية من سيارات وغيرها، وإن سماء البلاد وبرها يجب أن يخضعا لسيادة الدولة.

لا يحضر العامل الأمني دون ربطه بمسبباته العميقة، وهنا يقول جايكوبسن إن الولايات المتحدة فشلت أثناء وجودها بأفغانستان في خيار التنمية، واعتمدت على العامل الأمني الذي تحسن، ولكن مغادرة القوات الأميركية كانت سريعة قبل التأكد من جهوزية القوات الأفغانية.