ما وراء الخبر

هل يستعيد ماكرون دور فرنسا قوة عظمى؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” التحديات أمام الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون لتنفيذ تعهده باستعادة دور بلاده قوة عظمى.
 
وفي أول خطاب أثناء مراسم تسلمه مهام منصبه، تعهد ماكرون بالوفاء بوعود حملته الانتخابية، وبالعمل على تجاوز الانقسامات والدفاع عن علمانية الجمهورية الفرنسية.
 
حلقة (2017/5/14) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت التحديات أمام الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون لتنفيذ تعهده باستعادة دور بلاده قوة عظمى.
 
وفي هذا الصدد اعتبر الباحث السياسي في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري أن استعادة دور فرنسا قوةً عظمى تعتمد على رؤية ماكرون القائلة إنه لا وجود لفرنسا في العالم قوةً سياسية واقتصادية إلا من خلال الاتحاد الأوروبي وتقويته وإعادة الدور الفرنسي داخل الاتحاد.
 
وأعرب عن اعتقاده بأن ماكرون لن ينجح في رئاسته في السنوات الخمس القادمة ما لم ينجح في مواجهة التحدي الاقتصادي الفرنسي المتمثل بانخفاض نسبة النمو وارتفاع مستوى البطالة والوصول إلى الندية مع الاقتصاد الألماني، إضافة إلى النجاح في الانتخابات التشريعية القادمة.
 
وبشأن رؤية ماكرون لسياسته الخارجية في الشرق الأوسط، قال القادري إن التحدي الأكبر هو هل بإمكان ماكرون النجاح من خلال مجلس الأمن الدولي في فرض نفسه على السياستين الأميركية والروسية اللتين تقرران في الأزمة السورية.
 
وعن التحديات الداخلية أمام ماكرون، أوضح القادري أن التحدي الذي يواجهه ماكرون في هذا الشأن هو العلمانية التي مثلت مدخلا لتقسيم الفرنسيين أثناء حكم فرانسوا هولاند وتحسين أحوال المهاجرين خصوصا المسلمين الذين ينظر إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
 
وأضاف أن التحدي الثاني هو إصلاح الحياة السياسية بخلق تيار جديد وسطي يتجاوز الانقسام ويجمع بين أفكار اليسار المتمثلة بالعدالة الاجتماعية وأفكار اليمين المتمثلة في الحرية الاقتصادية والاجتماعية. 

التحدي الأكبر
من جهته قال هنري لاندس أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية بباريس إن التحدي الأكبر أمام ماكرون هو تقوية الاتحاد الأوروبي وأن تؤدي فرنسا من خلاله دورا كبيرا في العالم والعلاقات الدولية وفي الحرب على الإرهاب.

وأكد أن فرنسا لا يمكن أن تؤدي وحدها دورا مؤثرا في الاتحاد الأوروبي، ولذلك يطمح ماكرون إلى هذا الدور من خلال بناء علاقات قوية مع ألمانيا من أجل تقوية الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن ماكرون يريد أن تؤدي فرنسا دورا في سوريا ولا تترك الساحة السورية للولايات المتحدة وروسيا فقط.

وبشأن تحدي الانتخابات التشريعية القادمة، قال لاندس إن موقف ماكرون صعب، وعليه إيجاد الدعم والعمل على تجاوز الخلافات بين اليمين واليسار من أجل الحصول على أغلبية مريحة في البرلمان.

وعما إذا كان بإمكان ماكرون استعادة الثقة لدى المهاجرين خصوصا المسلمين، اعتبر لاندس أن ذلك صعب جدا، خاصة في وجود دعم للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان المعادية للمهاجرين، مشيرا إلى أن ماكرون يريد إظهار أنه مع الهجرة وفتح الحدود والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وبذلك يمكنه محاربة الإرهاب.