
هل كشف الهلال النفطي الليبي عزلة حفتر؟
الكثير من المياه الراكدة حركتها سيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي على موانئ الهلال النفطي قبل عدة أيام، بعد دحرها قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، كانت قد وضعت يدها على المنطقة منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
هنا يقول الباحث والمحلل السياسي الليبي وليد ارتيمة إن ما جرى تغيير كبير جاء في وقت بالغ الحساسية، إذ تنشغل فرنسا بانتخاباتها وتهتم بليبيا مخابراتيا فقط، ودونالد ترمب في واشنطن يخوض صراعاته الداخلية.
إحراج مصر
ومضى ارتيمة في حلقة الأربعاء (2017/3/8) من برنامج "ما وراء الخبر" يشرح التشابكات التي حدت من نجدة حفتر. فالرجل رفض في القاهرة لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وهذا أحرج مصر التي تبذل جهودا للتقارب مع الغرب الليبي والقوى الصلبة والسياسية هناك.
كما لفت إلى أن صعود التيار السلفي القريب من السعودية في دوائر القرار المحيطة بحفتر، أثار امتعاض القاهرة بعد تردي علاقاتها مع الرياض.
بدوره دافع عضو المجلس الأعلى للدولة منصور الحصادي عن التغييرات الجديدة في منطقة الهلال النفطي، قائلا إن اتفاق الصخيرات تضمن تدابير الثقة والترتيبات الأمنية، ونص على أن الموانئ والمطارات والحقول النفطية من اختصاص المجلس الرئاسي.
وعليه يرى أن حرس المنشآت النفطية هو الجهة الشرعية الوحيدة في هذا الشأن، وما كان تحت سيطرة حفتر فهو غير مشروع ومدان.
أما المحلل السياسي الليبي سليمان البرعصي فقال إن ما جرى في الأيام الخمسة الماضية تجديد لخيار الحل العسكري، مذكرا بأن قوات عملية الكرامة التابعة للبرلمان انتزعت السيطرة على الموانئ من يد إبراهيم الجضران (رئيس ما يعرف بالمكتب السياسي لإقليم برقة) دون إسقاط جريح أو قتيل واحد.
لكن السرايا -وفقا له- قتلت العشرات، وفي هذه الأثناء "وجدنا برفقتها قوات الجضران" الذي كان يمنع تصدير النفط سابقا، مما يثير الشكوك والتساؤلات.
ويخلص البرعصي إلى أن التطور الأخير يعني توقف النفط واشتعال القتال ومعاناة أخرى للشعب الليبي.
الإرهاب والعسكر
وحول مصير حفتر بعد معركة الهلال النفطي، قال الحصادي إن الدول الإقليمية والدولية تدعم العملية السياسية في ليبيا، ولم يعد ممكنا لحفتر اللعب على ورقة محاربة الإرهاب، كما أن حكم العسكر ذهب إلى غير رجعة بعد ثورة 17 فبراير.
غير أن البرعصي يرى غير ذلك، مبينا أن قوة حفتر انعكاس لفشل التيار الإسلامي في فهم المزاج الشعبي بليبيا، وخاصة في المنطقة الشرقية التي اصطفت خلف حفتر.
هذا الصراع على الهلال النفطي بالنسبة لوليد ارتيمة هو خارج الاتفاق السياسي المدعوم دوليا، موضحا أنه صراع بين مشروعين هما ميراث ست سنوات من الفوضى.
وبرأيه فإن أيا من المشروعين لن يحزم حقائبه ويرحل بين يوم وليلة، لكن الجديد أن حفتر انكشفت قوته الحقيقية في ظل وضع صعب يمر به.