ما وراء الخبر

ترمب والاستخبارات.. كيف تنعكس التجاذبات بينهما؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” بدء أجهزة أمنية أميركية التحقيق مع مدير حملة الانتخابية لترمب بشأن علاقة محتملة بينه ومسؤولين روس ضالعين في قضية القرصنة ضد الولايات المتحدة.

في يوم تنصيبه بالذات اختارت أجهزة استخبارات أميركية استجواب مدير سابق لحملة الرئيس دونالد ترمب الانتخابية، بشأن علاقة محتملة تربطه بـ روسيا، وتحديدا بضلوعها في محاولة التأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، وما بعدها.

الموقوف ليس الوحيد بين مساعدي ترمب الذي سيخضع للتحقيق، وإنما هو أحد ثلاثة سيشملهم الاستجواب، في إطار ملاحقة تجاوزت حدود التواطؤ في الانتخابات إلى ما هو أكبر وأشد خطرا.

وكان ترمب اتهم الاستخبارات علنا بعدم الكفاءة وعدم الولاء متسببا بهوة عميقة مع هذه الأجهزة، بل ذهب إلى حد مقارنتها بالاستخبارات النازية.

كل هذا لا يبدو في نظر جسيكا قشوع نائبة مدير مجموعة عمل إستراتيجية الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي خروجا عن دولة المؤسسات التي تخدم مصالح الولايات المتحدة ولا تخدم أي شخص حتى لو كان الرئيس.

مؤسسات محترفة
وأضافت قشوع لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2017/1/20) أن من الخطأ التلميح بأن قادة أجهزة الاستخبارات مسيسون، وإنما هم محترفون أقسموا اليمين على القيام بواجبهم، علما بأن التحقيق هو الأفضل للجميع ومن بينهم ترمب، بدل ترك سحب في الأجواء تثير الغموض.

وخلصت إلى أن الأمر الحاسم هو صعوبة إخفاء الحقيقة في زمن تقوم به التكنولوجيا بتتبع كل شيء، سواء حركة الأشخاص أو التحويلات المالية أو غيرهما.

بدوره، قال مدير دائرة البحوث بالمركز العربي في واشنطن عماد حرب إن التسريبات والشروع في التحقيق قبل تنصيب ترمب يأتي لمنعه من وقف التحقيقات، خصوصا أن ثمة رأيا عاما أصبح على علم بالمجريات ويريد الحقيقة.

ومضى يقول في التجاذبات بين ترمب والأجهزة الأمنية إن هذه الأخيرة تدافع ضد التشكيك بما تعمله الآن، لأن تمرير ذلك يعني التشكيك بها مستقبلا فيما يتعلق بالأمن القومي الأميركي.

رئيس نظيف
من جانب ترمب فإن المسألة أيضا بالغة الأهمية -كما يضيف حرب- إذ يريد أن يبدأ مشواره كرئيس ذي سمعة نظيفة ويعكس ما يقوله للجمهور، غير أن المشكلة الأساسية ليست في الشك بالأجهزة الاستخبارية أو عدمه، بل في أن ترمب لا يقرأ وغير ملم بالأمور ويفعل ما يريده.

وفي رأيه، مهما بلغ الأمر فإن الرئيس سيلحق به الضرر إذا أثبتت التحقيقات التهم الموجهة إلى فريقه، حتى لو لم يكن يعلم بذلك، بحكم مسؤوليته عن هذا الفريق.

وحول المظاهرات التي تدور بالولايات المتحدة، قال حرب إنها لا تتعلق حصرا بالتسريبات حول العلاقة السرية بالأجهزة الروسية، بل ضد برامج ترمب وما يراه المتظاهرون تهديدا للحريات والمكتسبات التي حصلوا عليها في إدارة باراك أوباما، وقبل ذلك التشكيك الواسع بشرعية فوزه.