ما وراء الخبر

دلالات إدانة أوباما لحصار حلب

تناول برنامج “ما وراء الخبر” دلالات حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حصار حلب، وتشبيهه ما يحدث فيها بأنه على غرار ما كان يحدث في القرون الوسطى.

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن النظام السوري وحلفاءه يشنون هجمات سافرة على المدنيين العزل، ويفرضون حصارا على مدن مثل حلب على غرار ما كان يحدث في القرون الوسطى ويمنعون الغذاء عنها، مما يدل على وضاعة النظام على حد وصفه.

كبير الباحثين في قضايا الأمن القومي بمؤسسة أميركا الجديدة دوغلاس أوليفنت أكد أن أوباما -كما هو حال الجميع في أميركا- يشعر بإحباط شديد، لأنه لا يوجد أي طرف يتعاون معه لحل الأزمة السورية، ولا يملك القدرة على القيام بأي شيء.

وأضاف خلال مشاركته في حلقة الجمعة (5/8/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" أن قوات المعارضة في حلب لديها علاقات قوية مع تنظيم القاعدة بحيث لا يستطيع الأميركيون مساعدتهم، وبالتالي "فنحن ننظر إلى هذه المعركة على أنها معركة بين نظام بشار الأسد الذي لا نحبه وبين القاعدة التي لا نحبها أيضا، لذلك تعتمد الولايات المتحدة على التحالف مع الأكراد".

وردا على سؤال عما إذا كان التقدم الأخير للمعارضة في حلب سيدفع واشنطن لإعادة النظر في الملف السوري بشكل مختلف في الأيام المقبلة، قال أوليفنت "لا أعتقد أن أي تغيرات عسكرية يمكن أن تغير السياسة الأميركية تجاه سوريا، لأنه يجب علينا أن نعيد النظر في أي مواجهة مع روسيا التي تهتم جدا بالمحافظة على النظام السوري، بينما لا توجد أي مصلحة وطنية لأميركا في سوريا سوى وقف القتال". 

وشدد على أن الأميركيين -باستثناء المتخصصين منهم- لا يعرفون ولا يهتمون بما يجري في سوريا أو حلب، كما أن وسائل الإعلام الأميركية لا تنشر سوى أخبار التنافس بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، وحتى لو استطاع الثوار أن يقلبوا الطاولة ويحولوا الحصار على مناطق المعارضة إلى حصار لمناطق النظام، فإن ذلك لن يغير السياسات الأميركية تجاه سوريا.

تآمر أميركي
في المقابل قال الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة إن "أوباما محبط لأن الشعب السوري لم ينهزم، ولأن الاتفاق الروسي الأميركي لم يحقق أهدافه بدعم نظام بشار الأسد".

وأضاف أنه بعد هذا الاتفاق بيوم تم الإعلان الروسي عن فتح ممرات آمنة للمدنيين في حلب، وسبقه إعلان بأن المفاوضات ستبدأ في أغسطس/آب المقبل، وهو ما يعني أن الروس والأميركيين كانوا يراهنون على حصار حلب وتدميرها لكي تأتي المعارضة راكعة إلى مفاوضات جنيف.

ورأى جعارة أن التوافق الأميركي الروسي مستمر وأن أوباما ترك المجال لروسيا لكي تخضع الشعب السوري بالقوة، فقد منع الرئيس الأميركي إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين، ومنع إقامة منطقة حظر جوي، ومنع تسليح المعارضة، ثم يأتي الآن ليقول بأنه سيدرس مدى جدية روسيا، على الرغم من أن الأخيرة تعلن صراحة أنها لن تسمح بإسقاط الأسد.

وتابع "يكذب أوباما عندما يتألم على حصار حلب وأميركا شاركت بشكل جدي في تدريب وتسليح وحدات حماية الشعب الكردية التي أكملت حصار المدينة، كما أن وزير الخارجية الأميركي قال لوفد المعارضة السورية ستذهبون إلى جنيف وتوافقون على ما سيُعرض عليكم".