ما وراء الخبر

ما دلالة إسقاط مروحيات روسيا في سوريا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالة تمكّن المعارضة السورية المسلحة من إسقاط مروحية روسية مقاتلة، وهي الثالثة منذ التدخل الروسي، والتأثيرات المحتملة لهذا الحادث على المستويين السياسي والميداني.

قال النائب السابق لوزير الخارجية الروسي أندريه فيودروف: إن روسيا ستدخل فترة قاسية من المواجهات في سوريا، وإن الخريف المقبل سيكون حاسما وستكون حلب انعطافة مهمة.

جاء ذلك ضمن حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (1/8/2016) التي ناقشت الدلالات السياسية والميدانية لإسقاط مروحية روسية بين ريفي حلب وإدلب، ومقتل خمسة عسكريين روس كانوا على متنها بينهم ضابطان.

يذكر أن هذه خامس طائرة تقر وزارة الدفاع الروسية بفقدانها في سوريا.

هذا الحادث -من زاوية فيودوروف- يثير تساؤلات حول فعاليات هذه الطائرات، مما يعني أن لدى المعارضة السورية أسلحة جيدة، وهذا أمر سيئ، وفق قوله.

معقد جدا
ويكمل أن الوضع بالنسبة لموسكو "معقد جدا" مع هذه الخسارة العسكرية المباشرة التي تقتضي شرحها للمواطنين، إذ يبدو أن الوجود الروسي في سوريا سيستمر مدة طويلة، وسيتسع العمل العسكري.

وفي تعليقه على عدم ذكر سقوط الطائرة في الموجز الصحفي لرئيس إدارة العمليات الروسي، قال فيودوروف إن سقوط المروحيات يذكّر بأفغانستان التي دخلها الروس بخسائر بسيطة ثم ازداد بعدها سقوط الطائرات، الأمر الذي لا ترغب فيه القيادة السياسية.

أما إذا كان لذلك تأثير على حسابات فلاديمير بوتين، فقال إن أساس الوجود الروسي هو تقديم المساعدة لبشار الأسد للسيطرة على الأراضي السورية، مفيدا بأن هناك تغيرات متوقعة في إستراتيجية روسيا لتوفير حماية أكبر للمروحيات.

سلاح المعارضة
من جانبه قال المحلل العسكري والإستراتيجي السوري العقيد فايز الأسمر إن المعارضة السورية لا تملك أسلحة نوعية حتى تستخدمها ضد الطائرات الروسية أو حتى السورية، وإنما مضادات أرضية من مدافع 57 ومدافع 23.

وأضاف أنه لو توفرت الأسلحة النوعية لسقط النظام السوري منذ العام الثاني للثورة، علما بأن قوات النظام وفي كافة الأعمال الالتحامية لا تجد أمامها إلا الهزيمة.

ولفت إلى أن القصف الروسي لإدلب جاء بعد إسقاط الطائرة، مضيفا أن وصف "المهمة الإنسانية" هو الدارج في روايات الروس، فكلما سقطت طائرة أو جنود في الجبهة قالوا إنهم كانوا في مهمة إنسانية.

لكن إسقاط الطائرة ليس التطور الميداني الوحيد، بل التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة في حلب، حتى باتت على بعد كيلومترين من معاقل النظام في كلية المدفعية وكلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية، وفق قول الأسمر.

وواصل يقول إن جيش الفتح الذي خاض المعركة استخدم عامل المفاجأة، إذ إن كل الناس كانوا يظنون أنه سيخترق محور الكاستيلو لأن العمق القتالي للنظام فيه قليل، لكنه صعّد في الكاستيلو وضرب ضربته في منطقة راس الحكمة، مختارا الطريق الأبعد وصولا إلى منطقة الشيخ سعيد لكسر الطوق باتجاه الأحياء الشرقية.