
لماذا تستبعد أميركا خيار القوة ضد نظام الأسد؟
حلقة (23/6/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" سلطت الضوء على دلالات استبعاد الإدارة الأميركية خيار القوة ضد نظام الأسد وطبيعة الحرب الشاملة التي تحذر منها، ولماذا يلتزم المجتمع الدولي الصمت إزاء استخدام روسيا والنظام السوري أسلحة محرمة ضد المدنيين؟
وحسب المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي فإن الحرب في سوريا معقدة، وهي ليست بين الحكومة والمعارضة فحسب، بل هناك أيضا الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية وكذلك تركيا والسعودية اللتان تدعمان المعارضة وإيران وروسيا اللتان تدعمان النظام، وهناك محاولات أميركية لحلحلة المسألة من الناحية السلمية، وهذه المسألة ليست سهلة وقد تستغرق شهورا أو أعواما.
ورفض كراولي الأصوات التي بدأت تتعالى في الولايات المتحدة لتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد التي كان آخرها تقديم 51 دبلوماسيا أميركيا رسالة تدعو إلى استخدام مدروس للقوة ضد نظام الأسد، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تتحفظ على هذا الخيار، لأن الأسد يتلقى دعما من روسيا وإيران وتوجيه ضربات له قد يقود لحرب مع هذه القوى.
من جانبه تساءل الكاتب والباحث السياسي اللبناني محمد قواص عن المناسبة التي دفعت البيت الأبيض والخارجية الأميركية لإصدار هذه التصريحات، ولا سيما أن المنطقة العربية وكذلك موسكو وطهران والأمم المتحدة يعلمون موقفها مسبقا ويتصرفون في سوريا بناء على ذلك.
انسحاب أميركي
وأضاف أنه ربما تكون هذه التصريحات محاولة لإسكات بعض الأصوات التي بدأت تتعالى في الولايات المتحدة مطالبة بتوجيه ضربات ضد نظام الأسد، وكان آخرها تقديم 51 دبلوماسيا أميركيا رسالة تدعو إلى استخدام مدروس للقوة ضد نظام الأسد، وأضاف أنه يبدو أن الإدارة الأميركية لم تعد تملك حججا منطقية، فباتت تتحدث عن دولة ذات سيادة، وتساءل: ألم يكن عراق صدام حسين دولة ذات سيادة؟
وتابع "سوريا دولة بلا موارد كبرى، والمصلحة الوحيدة لأميركا بها كانت ضمان أمن إسرائيل، وعندما سحب السلاح الكيميائي من سوريا تم تأمين إسرائيل، فانسحبت الولايات المتحدة من أي تورط عسكري، وسلمت هذا الموضوع بوكالة كاملة إلى روسيا".
وشدد على أن روسيا لا يمكن لها أن تتحرك في سوريا بلا ضوء أخضر ومشاركة أميركية، وعندما تشعر أن هناك رفعا للسقف الأميركي ستنسحب على الفور، لافتا إلى أن استخدام روسيا للقنابل الحارقة والفوسفورية تم بضوء أخضر أميركي.
أما بي جي كراولي فرفض الحديث عن سكوت أو غض الإدارة الأميركية الطرف عن استخدام روسيا لقنابل محرمة دوليا في سوريا، مؤكدا أن البيت الأبيض رفض من البداية التدخل الروسي السافر لدعم نظام الأسد.