
تهديد سليماني للبحرين.. موقف شخصي أم رسمي؟
انتقد الأمين العام المساعد لمجلس التعاون للشؤون الخارجية عبد العزيز العويشق تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بشأن البحرين، وقال إنها تعبر عن "خطة حقيقية" لدى الحرس الثوري لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في تعليق العويشق لحلقة الثلاثاء (21/6/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" على تصريحات الجنرال سليماني التي قال فيها إن إسقاط البحرين الجنسية عن الزعيم الشيعي البحريني الشيخ عيسى قاسم "خط أحمر يشعل تجاوزه النار في البلاد والمنطقة بأسرها".
وتعجب العويشق -وكان يتحدث من العاصمة السعودية الرياض- من كون تصريحات سليماني تزامنت مع رسالة بعث بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى دول مجلس التعاون الخليجي يطلب فيها فتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلاده والخليجيين، وهي الرسالة التي ردت عليها الدول الخليجية بالترحيب بأي توجه إيراني للانفتاح على المنطقة، ولكن بشرط أن يكون ذلك على أساس مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي وحسن الجوار.
وأشار إلى أن تصريحات الجنرال الإيراني تزامنت أيضا مع ما أبداه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف من رغبة طهران في مد اليد لدول الجوار.
ورجح العويشق أن تكون تصريحات سليماني قد صدرت بإذن من السلطات العليا في إيران، أي المرشد الأعلى علي خامنئي الذي قال المتحدث إنه يمثل القوة الحقيقية في الجمهورية.
من جهته، انتقد الخبير في النزاعات الدولية بجامعة جورج تاون في الدوحة الدكتور إبراهيم فريحات طريقة التعامل الإيراني مع قضية سحب الجنسية عن الزعيم الشيعي البحريني، وقال إن الجنرال سليماني "لا ينطق عن الهوى" وهو شخص غير عادي، حيث يتولى مهمة "المندوب السامي" وينوب عن إيران في المنطقة العربية.
وقال إن الرد على قضية سحب الجنسية كان يفترض أن يأتي من وزارة الخارجية الإيرانية، وليس من شخصية عسكرية بحجم سليماني.
من وجهة النظر الإيرانية، اعتبر الباحث في الشؤون الإيرانية والإقليمية حسين رويوران أن ما طرحه الجنرال سليماني بشأن البحرين كان وجهة نظر فردية وشخصية، وأن النظام الإيراني لم يحدد موقفه حتى الآن من مسألة سحب الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم.
وأكد أن التصريح يستند إلى تحليل يرى أن استهداف "أكبر شريحة اجتماعية في البحرين يعتبر خطا أحمر ولا ينتج إلا عنفا يتجاوز الحراك السلمي"، وقال إن سليماني لم يقل إنه سيتدخل في البحرين، لكنه اعتبر أن تسلسل الأحداث في هذا البلد يمكن أن يحدث أزمة هناك، خاصة أن الشيخ عيسى قاسم -يضيف رويوران- يتمتع بثقل سياسي في البحرين.
علاقات
وبشأن تأثير تصريحات سليماني على العلاقات الخليجية الإيرانية، أكد الأمين العام المساعد لمجلس التعاون للشؤون الخارجية أن مثل هذه التصريحات تزيد العلاقات بين الطرفين تعقيدا، لأن هذا الجنرال له دور كبير في ما عدها المتحدث أنشطة إيران لزعزعة الأوضاع في الدول الخليجية والعراق وسوريا وغيرهما، وقال إن الحرس الثوري أصدر بعد تلك التصريحات بيانا يدين فيه ما جرى في البحرين ويهدد بانتفاضة ميدانية في هذا البلد الخليجي.
وتحدث عن إجراءات الدول الخليجية لمواجهة التهديدات الإيرانية، وحماية البحرين والمنطقة، وأشار إلى تعاون مستمر في المعلومات والاستخبارات بين دول المنطقة.
كما أكد الخبير في النزاعات الدولية بجامعة جورج تاون في الدوحة أن الرد الإيراني على قضية تتعلق بحقوق الإنسان عن طريق شخصية عسكرية، هو رفع لمستوى التوتر بينها وبين الدول الخليجية، ولا ينم عن أي نوع من المصالحة ورأب الصدع بين الطرفين.
من جهته رأى الباحث في الشؤون الإيرانية والإقليمية -وكان يتحدث من طهران- أن إيران حريصة على علاقة إيجابية مع كل دول المنطقة، لكنه شدد على أن ما يوتر الأجواء بينها وبين الخليجيين ليست تصريحات سليماني، وإنما ما اعتبره استهداف البحرين لرمز ديني كبير.
وكانت السلطات البحرينية قد بررت تجريد الشيخ قاسم من جنسيته باتهامه بالاتصال بجهات أجنبية، وبالسعي لتقسيم المجتمع طائفيا واستنساخ نماذج إقليمية.