ما وراء الخبر

لماذا انهار حزب الله بريف حلب الجنوبي؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” دلالة سقوط عشرات القتلى في صفوف حزب الله اللبناني خلال الأيام القليلة الماضية، وتساءل عن التطورات الميدانية المحتملة بريف حلب الجنوبي في ضوء تقدم المعارضة.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد الركن أحمد رحّال إن "محور إيران وحزب الله كان يريد تطويق مدينة حلب ثم قطع طريق الكاستيلو، وبالتالي إحكام حصار المدينة وتكرار سيناريو حمص، لكن جيش الفتح الذي يعتبر جيش الثورة السورية تمكن من قلب الطاولة على المخطط الإيراني".

وأضاف أثناء مشاركته في حلقة (19/6/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" "لقد استطاع جيش الفتح أن يوظف إمكانياته جيدا على أرض المعركة عبر إعداد خطة من ثلاثة محاور، بدأت في تلة العيس التي مهدت لخان طومان والخالدية، وانتقلت إلى بلدة خلصة التي مهدت لتلة الحدادة وبرمة، والآن تدور المعركة على أطراف بلدة الحاضر أبرز معاقل النظام في ريف حلب الجنوبي.

ورأى رحال أن الخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله في معارك الريف الجنوبي هي نتيجة طبيعية في ظل غياب جيش الأسد عن تلك المعركة، التي قاتل فيها بدلا عنه المليشيات الشيعية المختلفة.

في المقابل أقر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني توفيق شومان بأن ريف حلب الجنوبي يشهد معارك طاحنة بين قوات النظام والفصائل الحليفة له من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، لكنه رفض الإقرار بأعداد قتلى حزب الله في تلك المعارك واعتبرها مبالغا فيها.

وأردف قائلا "الحرب السورية هي حرب كر وفر، وبلا شك النظام يتراجع وحلفاؤه في هذه اللحظة، ولكن ربما لا نستطيع أن نعرف ماذا يمكن أن يجري غدا أو بعد غد، فالمعارضة تحارب من أجل إيجاد طريق إمداد بديل عن طريق الكاستيلو، أما النظام فيسعى لقطع خطوط إمداد المعارضة وحصارها في حلب".

معركة مصيرية
ونفى شومان صحة الأنباء التي تتحدث عن خلافات أو اشتباكات عسكرية بين حزب الله والنظام السوري أدت إلى انتصار المعارضة، لكنه أشار إلى وجود نوع من التباين في وجهات النظر بين روسيا وحلفائها في سوريا.

وعن خيارات النظام وحزب الله لمواجهة التقدم المستمر للمعارضة بريف حلب الجنوبي، أوضح أن انتصارات المعارضة تمت في غياب الطيران الروسي، وهو عودة لما كان عليه الوضع قبل التدخل الروسي، الذي تم بضوء أخضر أميركي وأدى إلى انكشاف ظهر المعارضة في ريفي حلب واللاذقية، وما يجري الآن قد يكون بضوء أميركي روسي أيضا لدفع الأطراف كافة إلى جولة مفاوضات جديدة في جنيف.

أما أحمد رحّال فشدد على وجود اشتباكات مسلحة بين حزب الله وحركة النجباء العراقية من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، بالإضافة إلى وجود خلاف آخر بين روسيا وإيران دفع الطيران الروسي للتوقف عن دعم حزب الله والمليشيات الطائفية الأخرى في ريف حلب الجنوبي.

وتابع "قاسم سليماني قال بوضوح إن معركة حلب هي معركة إيران وليست معركة نظام الأسد، وإنها تسعى مع القوات الروسية لخلق حزام يمنع الاتصال بين تركيا والثورة السورية". وتابع رحال "ومن يقل إن طريق القدس يمر من حلب فنحن نقول له إن طريق القدس سيمر من الضاحية الجنوبية إذا استمر حزب الله وإيران في قتال الشعب السوري".