ما وراء الخبر

اليمن.. هل تجد دعوة المبعوث الأممي صدى؟

ناقشت حلقة (15/5/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” دلالات دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن, أطراف الأزمة لتقديم تنازلات وإنقاذ البلاد، في وقت يتجدد فيه التصعيد الميداني.
شدد عضو فريق الخبراء المساند لوفد الحكومة اليمنية محمد ناجي علاو على ضرورة توفير خارطة حقيقية تسمح ببناء سلام حقيقي وتعايش وطني في اليمن، وإلا فالأمر لا يعدو مجرد "استراحة محارب" وستعود الأوضاع إلى حالها. جاء ذلك في حديثه لحلقة الأحد (15/5/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" التي ناقشت دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن أطراف الأزمة إلى تقديم تنازلات وإنقاذ البلاد.

ودعا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد المشاركين في المشاورات الجارية في الكويت إلى تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة في أسرع وقت، وإلى الاستفادة من هذه المشاورات، قائلا إنها فرصة يصعُب أن تتكرر.

ووصف علاو دعوة ولد الشيخ بالعاطفية، وقال إنه قدم مشروعا جديدا لطرفي الأزمة وطلب مناقشته، لكن الطرف الآخر -أي الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح– يستغل هذا الوضع ويحاول خطف ما استطاع من المكاسب وهو مثبت أنيابه على الأرض.

وقال إن الوضع معقد على الأرض، وإن مشاورات الكويت "أطمعت" الطرف الآخر وجعلته يظن أن دول التحالف ملت الحرب وأنها تنحو إلى السلام بأي ثمن، ولذلك هو يناور ويصعّد ميدانيا على الأرض.

من جهته اتهم المحلل السياسي والبرلماني السابق أحمد المَقْرَمي الحوثيين وصالح بارتكاب المزيد من الانتهاكات على الأرض، وقال إن الانقلابيين لا يريدون المشاورات ولا إنهاء الحالة التي وصلت إليها البلاد اليوم، وإن اليمينين لا يمكنهم تقديم تنازلات لصالح من أسماها عصابة فرضت أمرها بالقوة وقفزت إلى الحكم عبر فرض الأمر الواقع.

 

"مكافأة سياسية"

أما الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي فأكد بدوره أن وفد الحوثيين وصالح ذهبوا إلى مشاورات الكويت وفي نيتهم الحصول على "مكافأة سياسية" نتيجة المغامرة التي قاموا بها خلال الفترة الماضية، لكنها قطعا ستكون على حساب الدولة التي يتطلع إليها اليمنيون. وقال إن الحوثيين وصالح يعملون على تقويض الشراكة ويطالبون بحكومة شراكة.

ويذكر أنه خلال مشاورات الكويت، يصر الوفد الحكومي على تسليم السلاح وانسحاب الحوثيين من المدن ومؤسسات الدولة، على أن يعقب ذلك مسار سياسي انتقالي وتوسيع الحكومة الحالية برئاسة أحمد عبيد بن دغر.

أما الطرف الآخر فيشترط تشكيل مجلس رئاسي انتقالي وإزاحة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وإنشاء حكومة توافقية جديدة يكونون شركاء فيها.

ورأى التميمي أن الحوثيين وصالح خسروا كثيرا على الأرض، وأن أولويات أخرى برزت على السطح وهي التي أضعفت موقف التحالف العربي وموقف الشرعية الدستورية في اليمن، وتحدث عن أطراف دولية مؤثرة قال إنها حالت دون تقدم الجيش اليمني والمقاومة الشعبية باتجاه العاصمة صنعاء.

وأعرب عن اعتقاده بأن شبح الحرب هو الذي يهيمن على اليمن، وأن مشاورات الكويت باتت بحكم "الفاشلة"، مشيرا إلى وجود حالة احتقان لدى المبعوث الأممي إلى اليمن إزاء الحوثيين الذين قال إنهم لا يرغبون في السلام وإنما في تقويض العملية السلمية.