ما وراء الخبر

إيطاليا تهدد.. هل نشهد لوكيربي مصرية؟

سلطت حلقة (5/4/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” الضوء على مآل العلاقات بين روما والقاهرة، في ظل تهديد إيطاليا بإجراءات “فورية ملائمة” ضد مصر على خلفية مقتل الطالب جوليو ريجيني.

أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي إيراسمو بالازوتو، أن العلاقات الإيطالية المصرية "في خطر"، وأن بلاده وجهت "الإنذار الأخير" للسلطات المصرية على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة.

وقال بالازوتو -الذي كان يتحدث لحلقة (5/4/2016) من برنامج "ما وراء الخبر"-  إنه "إذا لم تحصل إيطاليا على الحقيقة كاملة من المحققين المصريين الذي يزورونها الخميس، فسوف تتعرض مصر لعقوبات وإجراءات قاسية من جانب إيطاليا".

وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني للبرلمان الثلاثاء "إذا لم يطرأ تغير في المسار الذي تتخذه السلطات المصرية، فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة".

ورفض بالازوتو تحديد نوعية "الإجراءات "التي هددت روما باتخاذها ضد القاهرة، ورجح أن تكون على مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، مع العلم أن إيطاليا تعتبر الشريك التجاري الأول في أوروبا لمصر، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف القاهرة وعزلها على الساحة الدولية.

"لوكيربي" مصرية
وشكك المسؤول الإيطالي في التصريحات التي تصدرها السلطات المصرية بشأن مقتل ريجيني، واتهمها بأنها تحاول إخفاء ما حصل بالفعل، في الوقت الذي تطالب فيه السلطات الإيطالية بالحقيقة كاملة.

وبحسب المتحدث نفسه، فهناك صدى واسع لمقتل الطالب الإيطالي في القاهرة، وقد ألقت الحادثة بظلالها على حالات الاختفاء القسري والتعذيب التي تشهدها مصر، وهي أمور غير مقبولة في إيطاليا، كما يؤكد بالازوتو.

الكاتب الصحفي وائل قنديل لم يستبعد من جهته أن تكون هناك "لوكيربي مصرية" (تفجير طائرة ركاب أميركية عرفت بحادثة لوكيربي عام 1988 وأدين فيها الليبي عبد الباسط المقرحي)، وذلك على خلفية ما اعتبره مراوغات الأجهزة الأمنية المصرية بشأن مقتل الطالب الإيطالي، وقال إن السلطات المصرية تصدر سلسلة أكاذيب تزيد في تعقيد القضية.

ورجح قنديل أن تكون السلطات الإيطالية تملك الرواية كاملة بالأدلة والقرائن بشأن مقتل ريجيني، لكنها تريد "استنطاق" الوفد المصري الذي سيذهب إلى روما، والذي قال إن عناصر من الأجهزة الأمنية قد أدخلت عليه حتى تجيب بشكل محدد على تساؤلات الإيطاليين.

ورأى أن مقتل ريجيني في "رقبة" النظام المصري، ووصف الحادث بـ"التصفية السياسية" لباحث إيطالي كان يقوم ببحث عن نقابات العمال في مصر، مشيرا إلى أن الرواية التي تحدثت عنها السطات المصرية سابقا بشأن وقوف عصابة وراء الحادث فندتها وزارة الداخلية المصرية نفسها في بيان لها.

وقالت الداخلية في 25 مارس/آذار الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وفيها جواز سفره بعد اشتباك مع تشكيل عصابي "تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه".

وأعلنت السلطات المصرية أنها قتلت أربعة رجال قالت إنهم أفراد العصابة التي قتلت ريجيني، لكن مسؤولين إيطاليين رفضوا هذه الرواية، كما رفضتها أسرة الضحية التي استبعدت أن يكون ابنها قتل لتحقيق مكسب إجرامي.

تحامل
وفي المقابل، اتهم رفيق حبيب مساعد وزير الداخلية المصري السابق، السلطاتِ الإيطالية بـ"التحامل" على مصر، ونفى تورط وزارة الداخلية المصرية في قتل ريجيني، بحجة أنه لا يعقل أن تدين نفسها بقتل هذا الشخص وتعذيبه ثم الإلقاء به في مكان عام.

وقال حبيب إنه سيكشف سرا، وهو أن المحققين الإيطاليين الذين زاروا مصر هم الذين استطاعوا الكشف عن التنظيم العصابي الذي خطف الطالب الإيطالي وقتله، غير أن قنديل رد على هذا القول بالتأكيد أن وزارة الداخلية المصرية نفت هذه الرواية جملة وتفصيلا.

وكان ريجيني اختفى من شوارع القاهرة في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وعثر على جثته وعليها آثار تعذيب في حفرة على مشارف العاصمة المصرية القاهرة في الثالث من فبراير/شباط الماضي.