ما وراء الخبر

لماذا فشل التوصل لاتفاق بشأن النفط؟

تناولت حلقة (17/4/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” مستقبل الاتفاق بشأن مستوى إنتاج النفط، على ضوء نتائج اجتماع الدوحة بين وزراء الدول المنتجة للنفط من داخل أوبك وخارجها.
قرر الاجتماع الوزاري الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة وضم ممثلين عن 18 دولة منتجة للنفط من داخل منظمة أوبك ومن خارجها، تأجيل بحث الاتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط حتى اجتماع أعضاء المنظمة في شهر يونيو/حزيران المقبل.

الاجتماع الذي شهد خلافات جدية بين المشاركين فيه، كانت إيران أبرز مقاطعيه، لكنها مع ذلك كانت حاضرة بموقفها الذي مثل العقبة الأبرز في وجه اتفاق المجتمعين.

حلقة (17/4/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت مستقبل الاتفاق بشأن مستوى إنتاج النفط، على ضوء نتائج اجتماع الدوحة بين وزراء الدول المنتجة للنفط من داخل أوبك وخارجها.

في البداية، قال رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة العربي الجديد مصطفى عبد السلام إن العنوان العريض لاجتماع اليوم هو "لا اتفاق"، ومن ثم فهو أقرب ما يكون للفشل، رغم توفر عوامل النجاح للقمة، بدءا من التوافق السعودي الروسي، وهما تنتجان نحو 20% من الإنتاج العالمي، كما أن الاجتماع ضم 12 دولة تنتج نحو 73% من الإنتاج العالمي، لكن تشدد الموقف السعودي في مواجهة التشدد الإيراني أفشل الاتفاق.

بيد أن المستشار في شؤون النفط والطاقة مصطفى البازركان اختلف مع ما سبق، موضحا أن عقد الاجتماع في حد ذاته يُعد إنجازا، لأن روسيا كانت ترفض الاجتماع مع الدول المنتجة للنفط، ومشيرا إلى أن المجتمعين "اتفقوا على ألا يتفقوا في هذه القمة، بمعنى ترحيل الاتفاق لقمة يونيو/حزيران" القادم.

وأضاف البازركان أن الموقف السعودي ثابت منذ أكثر من 12 شهرا، مؤكدا أن إيران وإن لم تحضر المؤتمر فإن حليفتها في السياسة والاقتصاد، روسيا، تكلمت نيابة عنها.

وهنا قال عبد السلام إن الجانب السياسي طغى على الاجتماع أكثر من الجانب النفطي، موضحا أن إيران "تناكف" السعودية سياسيا، والتصريحات المتشددة من الجانبين أثرت سلبا على التوصل لاتفاق. 

سلاح إيراني
واعتبر البازركان أن إيران تستخدم النفط سلاحا اقتصاديا ضد دول الخليج رغم أنها أعلنت سابقا أثناء خلافاتها مع الولايات المتحدة عدم استخدامه سلاحا ضدها.

وأضاف البازركان أن شركات النفط الصخري الأميركية لم تكن حاضرة في الاجتماع رغم أنها أحد أسباب تراجع أسعار النفط.

من جهته، رفض عبد السلام التعويل على اجتماع أوبك في يونيو/حزيران المقبل، لأن إنتاج أوبك لا يمثل سوى 30% من إنتاج النفط، وهو ما أعطى اجتماع الدوحة أهمية أكبر باعتباره يضم دولا من خارج أوبك أيضا.

وتوقع عبد السلام تراجعا محدودا في أسعار النفط على خلفية فشل اجتماع الدوحة، لأن الأسواق كانت مهيأة لعدم التوصل لاتفاق بسبب غياب دول مؤثرة في أسواق النفط كإيران وليبيا، بالإضافة للعراق الذي لم يلتزم بأي اتفاق، كما أن التصريحات السعودية قبيل الاجتماع أعطت انطباعا بأنه لن يتم التوصل لاتفاق مهم لخفض الإنتاج.

وقال عبد السلام إن هناك سباقا كبيرا بين الدول على بيع المزيد من النفط لأن اقتصادات الدول المنتجة للنفط تعاني من انخفاض أسعاره بنحو 70%، متوقعا أن تزيد ليبيا إنتاجها في أعقاب حالة الاستقرار السياسي بها، وكذلك العراق وإيران.

في المقابل، أوضح البازركان أن الحديث قبيل الاجتماع دار حول "تجميد الإنتاج لا خفضه"، متوقعا انخفاض أسعار النفط بنحو 8% إلى 10%، لكنها ستبقى تنتظر اجتماع أوبك القادم.

وأشار إلى أن أسعار النفط الحالية لا تصب في صالح إيران، ولا بد من تجميد معدلات الإنتاج لرفع الأسعار، لافتا إلى أن روسيا ستحاول إقناع إيران بالانضمام لاتفاق أوبك، مما يجعلها المستفيد الأكبر منه.

لكن عبد السلام أشار إلى أن روسيا فشلت في إقناع إيران من قبل في تثبيت إنتاجها، وهو ما سيجعلها غير قادرة على ذلك الآن أيضا.