
العقوبات الأميركية على طهران.. الخيارات والمسارات المحتملة
من ناحية أخرى قالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس فرض عقوبات جديدة ومنفصلة ضد طهران.
حول هذه "الإجراءات اللازمة" قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صدقيان إن لدى طهران الكثير من الأوراق في الملف النووي والصواريخ البالستية.
وأضاف لحلقة الجمعة (2016/12/2) من برنامج "ما وراء الخبر" أن لطهران اليد الطولى في المنطقة، لافتا إلى أن كل المصالح الأميركية في الخليج والدول المحيطة ستكون معرضة للخطر، وأن على إدارة ترمب ألا تختبر القدرات الإيرانية.
أما المحلل الأول لشؤون الشرق الأوسط في معهد هدسون الأميركي مايكل بريجنت فقال إن دعم إيران "لإرهاب" حزب الله والحوثيين وحماس والمليشيات في العراق هو لب الموضوع.
وفي رأيه فإن صدور تهديدات من قادة مليشيات شيعية ضد المستشارين الأميركيين في العراق إذا أعطي له ضوء أخضر إيراني، فسيكون رد أميركا مع الإدارة الجديدة قاسيا.
ومضى يقول إن خرق إيران لقرارات مجلس الأمن موجود، وما على الولايات المتحدة إلا أن تطبق العقوبات، لافتا إلى أن مجرد منع التعامل المصرفي مع إيران سيعيق أي تقدم لها وسيمثل تحذيرا بأن الإدارة الجديدة ستواجه أي استفزاز إيراني لأميركا أو المنطقة ومن ذلك تصديرها للإرهاب.
الباحثة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي رأت أن وضع الاتفاق النووي في مأزق سيمثل هدية لتيار مرشد الثورة علي خامنئي، وفي الوقت نفسه أزمة حقيقية لحسن روحاني خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي كان سيدخلها حاملا معه منجز الاتفاق النووي.
وبحسبها فإن الحرس الثوري الإيراني دعم الاتفاق النووي لأنه سيرفع العقوبات في المجالين المالي والنفطي، لكن الاقتراب من المشروع الصاروخي خط أحمر للحرس وللمرشد الذي قال يوم التوقيع على الاتفاق إنه لا يثق به.
حول احتمال انسحاب إيران قال صدقيان إنه لا أحد من المسؤولين الإيرانيين صرح بالرغبة في الانسحاب مما وقعوا عليه.
غير أن بريجنت قال إن الإدارة الأميركية ستطبق العقوبات حتى تدفع طهران للانسحاب من الاتفاق النووي، الأمر الذي رد عليه صدقيان بأن الاتفاق لم يوقع مع واشنطن وحدها بل مع دول "5+1″، مؤكدا أن إيران لن تكون بالمطلق هي البادئة بالانسحاب.
بريجنت ذهب إلى القول بأنه لا دولة من الدول الموقعة على الاتفاق -سوى إيران- تتحدث عن انتهاك أميركي للاتفاق، بينما الحقيقة أن إيران هي من "تمارس الغش وتدعم الإرهاب"، مضيفا أن أميركا يمكن أن تواجه الاقتصاد الإيراني بمعزل عن الحلفاء الغربيين.
لكن هؤلاء الحلفاء الغربيين -كما ترى الصمادي- لن يقروا العقوبات الأميركية، فهم ينظرون إلى إليه بوصفه إرثا لهم، مذكرة بأن الشركات الأوروبية هرعت إلى السوق الإيرانية الواعدة، دون نسيان التبادل التجاري والعسكري الواسع بين طهران وموسكو.