ما وراء الخبر

ما دلالات سيطرة تنظيم الدولة على تدمر؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالات وأبعاد تراجع قوات النظام السوري أمام مسلحي تنظيم الدولة في تدمر بالتزامن مع تقدم هذه القوات شرقي حلب.

وتعليقا على ذلك، قال روسلان قربانوف كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في موسكو إنه إذا صحت الأنباء عن ذلك الاتفاق فإنه سيكون مفيدا لروسيا والنظام السوري والمعارضة المسلحة، من أجل وقف سفك الدماء وإيقاع المزيد من الضحايا المدنيين في حلب.

ورأى قربانوف أن سيطرة تنظيم الدولة مجددا على تدمر تعني أن المعركة من أجل حلب ليست النهائية، وأن الحرب ستستمر في أنحاء سوريا، خاصة أن التنظيم يحاول إثبات أنه ما زال قويا ويملك قدرات وإمكانيات كبيرة لتحقيق أهدافه.

وقال إن سقوط تدمر يعني أن على الحكومة الروسية التي تحاول تحقيق نصر لها في سوريا قبل مباشرة الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، أن تكون مستعدة لمعارك طويلة في سوريا، وألا تعتقد بأن الحرب في سوريا مثل تلك التي كانت في الشيشان، حيث كانت تواجه عدوا واحدا خلافا لسوريا التي تواجه فيها عدة مجموعات معارضة جهادية وغيرها.

إعلان

صفقة
من جهته، قال حسن أبو هنية الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إن ما حدث في تدمر أجبر الروس على تبني مقاربة أكثر تواضعا مما كانوا عليه في أوج انتصاراتهم وقبول صفقة في حلب. 

ووصف أبو هنية سقوط تدمر بأنه هزيمة روسية لأن روسيا هي التي تتحكم في تدمر بعد استعادتها من تنظيم الدولة في وقت سابق، مشيرا إلى أن الروس أدركوا أنه لا بد من الاعتراف بأن هناك معارضة مسلحة معتدلة في سوريا، وليست حركات إرهابية كما يقولون.

وأضاف أنه لا يمكن فصل ما يحدث في حلب عما حدث في تدمر، مبينا أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية، وأن الحل يكمن في عملية سياسية تنتهي برحيل الرئيس بشار الأسد.

الحل
بدوره، قال الصحفي والكاتب السوري المعارض أحمد كامل تعليقا على أنباء الاتفاق الأميركي الروسي؛ إنه إذا خرج المقاتلون سالمين فإن الاتفاق سيكون إنجازا يضمن استمرار معركة التحرير الوطني.

ورأى أن ما حدث في تدمر سيكون له أثر كبير في كل سوريا، وهو يعني أن على الروس فهم أن انتصاراتهم في سوريا هي انتصارات مؤقتة، وأن عليهم أن يكونوا أكثر وعيا من النظام السوري، وأن يفهموا كذلك أن النظام بحاجة إلى أربعمئة ألف جندي أجنبي ليسيطر على كل سوريا، "وهذا ضرب من الخيال".

وأكد أن الشعب السوري لن يقبل أبدا تقسيم بلاده، مؤكدا أن الحل الوحيد هو رحيل الأسد عبر تسوية سياسية تمنح الشعب حقوقه.

المصدر : الجزيرة