ما وراء الخبر

حشود خليجية لليمن.. هل تحسم المعركة؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” دلالات الحشد العسكري البري لقوات التحالف العربي في الأراضي اليمنية على خلفية دخول قوات قطرية مصحوبة بعتاد ثقيل ومتوسط لليمن اليوم الاثنين.

بلغ عدد الجنود الخليجيين الذين دخلوا الأراضي اليمنية حتى الآن نحو عشرة آلاف جندي باكتمال دخول قوات قطرية عبر منفذ الوديعة في حضرموت، بحسب ما أفاد به مراسل الجزيرة على الحدود السعودية اليمنية.

ويتزامن وصول قوات قطرية مصحوبة بعتاد ثقيل ومتوسط ومنظومات اتصال بالغة التطور إلى اليمن حيث تتمركز في محافظة مأرب مع قصف جوي كثيف من طائرات التحالف على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء التي ربط محللون قرب معركة تحريرها بهذه التطورات.

حلقة الاثنين (7/9/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالة حشد التحالف العربي بقيادة السعودية هذا القدر من القوات البرية ومشاركة المزيد من الدول الخليجية فيه، وتساءلت عن المتغيرات التي يمكن أن يحدثها دخول هذه القوات على خط معركة اليمنيين الشاملة ضد الحوثيين وقوات صالح.

تحرك دفاعي
بشأن هذا الموضوع يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي أن التحركات الخليجية بريا تأتي في إطار عمل دفاعي خليجي يحاول صيانة الأمن القومي للجزيرة والخليج العربي، ويحافظ على المكتسبات القومية ويحفظ أمن وأمان الشعوب الخليجية.

وأكد أنه لو أن الدول الخليجية تلكأت عن هذا الاستحقاق لربما كان عليها أن تجهز لهروب شعوبها في مراحل لاحقة.

ويرى العقيلي أن العملية السياسية في اليمن متعثرة منذ بداية الأزمة وحتى قبل صدور قرار مجلس الأمن، وقال إن مثل هذه الحرب التي تدور مع عقائديين تطول، لأنها تتم بدوافع أيديولوجية والنهاية فيها لا تكون إلا بكسر أحد الطرفين، وتكون التسويات السياسية فيها صعبة.

وتساءل المحلل السياسي السعودي عن سبب عدم مشاركة قوات برية مصرية ضمن التحالف العربي، وقال "لا نعرف هل هناك حسابات مصرية أخرى في سياقات سياسية مختلفة عن التحالف العربي".

سيناريوهات ثلاثة
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح أن الوجود العسكري الكثيف للقوات العربية في اليمن يؤكد أن العرب حسموا أمرهم بشأن اليمن، سواء كان هذا الحسم عسكريا أو سياسيا.

وأضاف أن الحشود البرية تؤكد أيضا أن الآذان العربية لم تعد تستمع كثيرا للوصايا الأميركية، متوقعا ثلاثة سيناريوهات للأزمة، أولها سقوط صنعاء بعملية تداع حر داخلي عبر الضغط العسكري من خارجها.

وتابع جميح أن السيناريو الثاني يتمثل في دخول القوات البرية الخليجية مدعومة بغطاء كثيف إلى صنعاء، أما السيناريو الأخير فقال إن الطوق الذي ربما سيتشكل حول المناطق المتبقية في أيدي الحوثيين سيضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الحرب أو الاستسلام.

أما الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء الدكتور فايز الدويري فقال إن هذا الحجم من القوات والمدعوم من الطائرات والحملة الجوية "السهم الذهبي" ينبئ بأننا أمام معركة مفصلية حاسمة وهي معركة صنعاء، وهي الآن في مرحلة بناء القوة التي ستستخدم من أجل المعركة الحاسمة.

وبشأن توقعاته قال الدويري إن الاحتمال الأول أن هذا التصعيد قد يفرض على الحوثيين الالتزام بقرار مجلس الأمن، أما في حال رفضهم فإن القوة ستكون جاهزة لخوض معركة صنعاء.

وتوقع التصعيد في محافظتي تعز وإب، وتطهير الجيوب المتناثرة لقوات صالح في الجنوب الشرقي وجنوب مأرب، مع تواصل القصف المكثف على صنعاء.