ما وراء الخبر

تعزيزات عسكرية روسية بسوريا..قلق واشنطن ونفي موسكو

بحثت حلقة 6/9/2015 من “ما وراء الخبر” التصريحات الأميركية بشأن القلق من زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا ومخاوف واشنطن من أن يؤدي ذلك إلى تأجيج الصراع هناك.

عاد ملف الوجود العسكري الروسي في سوريا وحجم هذا التواجد ليفرض نفسه مجددا على ملف الأزمة في سوريا، بعد تسرب أنباء عن نية موسكو توسيع وجودها العسكري هناك، وسط أحاديث عن قلق أميركي ونفي روسي.

الولايات المتحدة لم تخف على لسان وزير خارجيتها جون كيري قلقها من أن تؤدي أي زيادة  للوجود العسكري الروسي في سوريا إلى تأجيج الصراع في هذه الدولة التي أنهكها الصراع المندلع منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف.

ورغم محاولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطمين نظيره الأميركي ونفيه نية موسكو تعزيز تواجدها العسكري بسوريا، نشرت مصادر في المعارضة السورية صورا لجنود روس يقاتلون إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.

حلقة 6/9/2015 من "ما وراء الخبر" حاولت استجلاء الحقيقة حول حجم الوجود العسكري الروسي في سوريا ومدى دقة التقارير التي تتحدث عن اتجاه موسكو لتعزيز وجودها العسكري هناك.

تأكيد ونفي
من وجهة نظر الكاتب الصحفي بسام جعارة فإن النظام السوري عاجز عن شن هذا الحجم من الغارات الجوية التي ينفذها يوميا على المدن والقرى السورية بمفرده، مشيرا إلى وجود عسكريين روس وإيرانيين ضمن قوات الأسد.

وحسب جعارة فإن نحو 4000 جندي روسي تدفقوا على سوريا، وينتشرون في شوارع دمشق ومناطق سورية أخرى.

فيما اعتبر مدير مركز التحليل السياسي العسكري بمعهد هدسن ريتشارد وايتز أن الأمر ليس جديدا وأن روسيا كانت من أوائل الدول المجهزة للجيش السوري بالسلاح، وقال إن موسكو ومنذ بدء الصراع في سوريا استمرت في تقديم المساعدات لنظام الأسد رغم الاحتجاجات الغربية وبعض الدول العربية وتركيا.

في المقابل شككت مدير قسم الشؤون الدولية في صحيفة "فريميا" الروسية إيلينا سوبونينا في صحة التقارير التي تتحدث عن التواجد العسكري الروسي في سوريا.

وقالت إن موسكو لم ترسل قوات إلى سوريا ولا تنوي حتى اللحظة إرسال قوات إلى هناك، معتبرة أن هذه الشائعات تستخدم وسيلة ضغط على روسيا من قبل أطراف لا تريد استئناف مفاوضات جنيف.

تواطؤ أميركي
ورغم التصريحات المحذرة التي صدرت عن واشنطن بخصوص التواجد الروسي العسكري في سوريا، عبر الكاتب جعارة عن اعتقاده بأن هذا الأمر يتم بموافقة أميركية، ودلل على ذلك بأن واشنطن لم تعارض إرسال إيران لطائرات عسكرية محملة بالأسلحة والمقاتلين إلى سوريا، لافتا إلى أن ذلك يتكرر منذ أربع سنوات.

وقال إن جبهة النصرة دخلت سوريا في 2012، ثم جاء بعدها تنظيم الدولة، مما يعني أن هناك تواطؤا أميركيا روسيا فيما يجري في سوريا، ومضى في تحليله إلى حد القول بأن هناك اتفاقا روسيا أميركيا لتسليم الملف السوري لموسكو.

من جانبه قال وايتز إن ما تحاول الولايات المتحدة القيام به هو بناء معارضة معتدلة تكون بديلا للنظام السوري. لأن انهيار الأسد -من وجهة النظر الأميركية- قد يؤدي إلى سيطرة تنظيم الدولة أو جبهة النصرة على سوريا، على حد رأيه.

وعبر عن اعتقاده بأن استراتيجية الروس ناجحة في سوريا وليس ثمة موقف مربح للجميع بعد فشل واشنطن في إيجاد طرف مناسب لخلافة الأسد.

ولفت إلى أن منتقدي السياسة الأميركية يرون أن واشنطن كان عليها دعم المعارضة عند بداية القتال، ولكنها بدلا من ذلك ركزت على الأسلحة الكيميائية مما سهل دخول التنظيمات المتطرفة إلى سوريا.

ومن وجهة نظره فإن قضية سوريا تفاعلت أكثر في واشنطن بعد زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة، لكنه يقر بأن ما تقوم بها واشنطن أقل مما يريده السعوديون.

أما سوبونينا فأعربت عن قناعتها بأن الإدارة الأميركية لم تقدم الكثير للمعارضة السورية، وأنها تخشى من سقوط الأسد، ولذا تتفق مع روسيا ضمنيا في بعض الأمور في الملف السوري.