ما وراء الخبر

عاصفة مبادرات مع تقدم المعارضة بسوريا

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” الأهمية الإستراتيجية لمدينة داريا غرب دمشق والتي تقدمت فيها قوات المعارضة، ومدى تأثير التطورات الميدانية على مواقف الأطراف في ضوء التحركات الدولية الراهنة لحل الأزمة؟

تتقدم المعارضة السورية المسلحة على الأرض في عدة مناطق، إلا أن ما تحرزه في مدينة داريا بريف دمشق يكتسي أهمية كبيرة.

داريا قريبة من مطار المزة وتستطيع ضرب عصب النظام في العاصمة دمشق. غير أن التشابكات المعقدة في المشهد السوري والتي ناقشتها حلقة "ما وراء الخبر" الثلاثاء 4/8/2015 لا تسمح بالاكتفاء بمشهد جزئي.

فلماذا يركز النظام حربه على الزبداني التي يحرقها بقنابل النابالم حسبما يقول المحلل العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي؟ ولماذا بدأت تتوالى المبادرات السياسية الدولية الآن؟

ميدانيا يتحدث الزعبي عن "زنار النار" و"حاجز جهنم" الذي ضربه النظام حول العاصمة، لمنع المعارضة من تجاوزه، لأن اختراقه يعني نهاية النظام.

ومضى يقول إن النظام سحب الفرقة الرابعة إلى الزبداني وهو ما أفسح المجال لتقدم المعارضة في داريا، لافتا إلى أن المناطق الأخرى المحيطة بدمشق والتي قال النظام إنه أجرى مصالحات معها، ما زالت محاصرة، ولم تزد هذه المصالحات عن كونها "بروباغندا" مصيرها في حاوية القمامة، على حد قوله.

دخول تركيا
هذه التحولات لا تذكر دون مقابلها السياسي، فثمة مبادرات وتحركات دبلوماسية يتحدث عنها أستاذ العلاقات الدولية غسان شبانة، مثبتا في البداية أن دخول تركيا على المحور السوري هو ما أربك روسيا وإيران.

وأضاف شبانة أن النجاحات التي تحققها فصائل المعارضة يراد أن يسحب البساط من تحتها عبر تقديم معادلة سياسية لا مصلحة للمعارضة فيها وإنما تستهدف إنقاذ النظام.

فلو كانت المبادرات قبل سنة أو اثنتين لربما قبلت، لكن الآن اختلف الوضع 180 درجة، داعيا المعارضة إلى المحافظة على انتصاراتها والمحافظة على النسيج الاجتماعي من طوائف وإثنيات حتى تقدم نفسها للمجتمع الدولي بصورة القادر على إدارة مجتمع.

يذكر حسين أمير عبد اللهيان أن نائب وزير الخارجية الإيراني كشف عن مبادرة إيرانية بشأن الأزمة السورية قال إنها ستعرض قريبا على الصعيدين الإقليمي والدولي، بينما يزور إيران وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وفي الدوحة وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي الجبير عادل الجبير ختموا أمس الثلاثاء اجتماعا مغلقا لبحث ملفات يتقدمها الملف السوري.

ويعرض شبانة اتجاهين لخاتمة الأزمة السورية، فمن قائل إن النظام يريد تثبيت الشريط الساحلي لدولة علوية تمتد حتى الزبداني وتكون رئته لبنان، ومن قائل إن كل طرف من أطراف الصراع يريد إحراز أكبر تقدم لتحسين أوراقه وكسب الحرب النهائية وترجمتها سياسيا لصالحه.

أما الاتجاه الدولي فقال إنه يريد فرض حل لن يكون مرضيا لجميع الأطراف، لكن المشكلة لن تنتهي في رأيه إذا جرى تغيير الرئيس السوري، فهذا لن يكون كافيا لمن يربح على الأرض ولن يكون مناسبا لحجم تضحياته، كما قال.