ما وراء الخبر

الهدنة بين المعارضة السورية وإيران.. كيف ولماذا؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” السياق الذي يأتي فيه الاتفاق على الهدنة المؤقتة بين مسلحي المعارضة السورية والإيرانيين، والتطورات الميدانية الراهنة، وما يثار عن تحركات إقليمية لحل الأزمة السورية.

أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بأن وقفا مؤقتا لإطلاق النار بدأ تطبيقه صباح الأربعاء 12/8/2015، في كل من قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي، ومدينة الزبداني بريف دمشق الغربي. وتأتي هذه الهدنة المؤقتة -بحسب تلك المصادر- بعد مفاوضات بين حركة أحرار الشام ووفد إيراني.

واعتبر بعض المراقبين وقف إطلاق النار المؤقت الذي تبلغ مدته 48 ساعة، دليلا على وجود كبير لمقاتلين إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني في قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب.

وتثير هذه الهدنة المؤقتة أسئلة حول السياق الذي وقّع مسلحو المعارضة السورية والإيرانيون الهدنة وفقه، إضافة إلى فرص نجاح مثل هذه الاتفاقات في ضوء التطورات الميدانية الراهنة وما يثار عن تحركات إقليمية ودولية لحل الأزمة.

احتلال إيراني
وفيما يتعلق بالدلالات حول تدخل إيران، رأى الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة أنه لم يعد سرا أن المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد، أصبحت محتلة بالكامل من قبل الإيرانيين وحزب الله، وأن إيران هي التي تدير المشهد السوري بينما يكتفي الأسد بقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة.

واتهم الزعاترة في حلقة الأربعاء 12/8/2015 من برنامج "ما وراء الخبر"، الإعلام الإيراني بالكذب فيما يخص المشهد اليمني والسوري، وأكد أن ثورة سوريا لم تبدأ في الزبداني ولن تنتهي فيها، وأوضح أن الخطة "ب" الإيرانية تقضي بالحفاظ على دولة العلويين في الساحل.

وأشاد بالصمود الأسطوري "للأبطال" المحاصرين في الزبداني لأكثر من أربعين يوما، وأكد أن أزمة الفوعة وكفريا هي التي أجبرت الإيرانيين على القبول بهذه الصيغة.

وأشاد بصمود موقف السعودية وتركيا وقطر فيما يتعلق بضرورة ذهاب نظام الأسد، وحذر من أن إيران تبذل كل الجهد وتحاول أن تشتري مواقف عربية تساند بقاء الأسد في السلطة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

هزيمة المعارضة
من جهته، أكد الكاتب الصحفي يونس عودة أن التفاوض يجري على الأرض بعد أن وصلت أوضاع المسلحين في المدينة إلى حالة مزرية، وقال إن التفاوض يجري حول كيفية إخراج جرحى المسلحين، وتسوية أوضاعهم خصوصا وأنهم محصورون في كيلومتر واحد.

وأضاف أن المسلحين قبلوا بالهدنة بعد أن أصبح وضعهم داخل الزبداني ميؤوسا منه، وأكد أن إيران جزء من الحل وهذا ما اتفقت عليه جميع دول العالم باستثناء بعض "المرضى"، وأوضح أن حزب الله يتفاوض في هذه اللحظات مع المسلحين الذين يرغبون في الخروج نحو إدلب أو حلب.

وختم بالإشادة بصمود الجيش السوري الذي يقاتل منذ أربع سنوات على جبهة طويلة عريضة ضد مسلحين مدعومين من بعض الدول، مشيرا إلى أن طبيعة الحروب هي الكر والفر، وأن المعركة لا زالت مفتوحة، وتوقع أن يستسلم الكثير من المسلحين.