
تقدم المقاومة اليمنية ورد الحوثي في صنعاء
تنكمش الأرض تحت الحوثيين، فيجيء رد الفعل في صنعاء عبر عمليات اختطاف بحق عدد من قيادات حزب الإصلاح.
حلقة 10/8/2015 من "ما وراء الخبر" ناقشت الأهمية الاستراتيجية للتقدم المطرد للمقاومة الشعبية وانعكاساته على مستقبل المواجهات في اليمن، وارتباط هذا التقدم بالإجراءات التي يفرضها الحوثيون في صنعاء.
الخبير والمحلل العسكري عبد الله الحاضري شرح نقطة الضعف التي سحبت البساط ميدانيا من تحت الحوثي، فقال إنها المسافات الشاسعة بين قواعد الانطلاق في الشمال والجنوب، حيث لا حاضنة شعبية لهم.
ومضى يقول إن وجودهم منذ البداية كان مسألة وقت مرتبطة فقط بأن تستعيد المقاومة زمام المبادرة، وقد كان.
وأضاف الحاضري أن المبادرة كانت في يد الحوثي تكتيكيا، وانتصاراتهم الواسعة كانت وليدة الصدفة وهذا مكمن الخطر الذي نجم عنه توسع دون تخطيط استراتيجي يضاف إليه انعدام المبدأ الأخلاقي الذي جعل الكثير من الحاضنة الشعبية تنقلب عليهم، حسب قول الحاضري.
بدوره، انطلق نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح عدنان العديني من فقدان الحوثيين لحاضنة شعبية، وقال إنهم كانوا قوة طائفية لم توجد خطابا وطنيا مشتركا في كل المناطق التي اجتاحتها. فمنذ البداية اعتبر الحوثيين أن حقهم إسقاط الدولة واسترجاع حكم الإمامة المتوارث بحكم المولد، كما قال.
أما عما تورده الأنباء من اختطافات لقيادات إصلاحية في صنعاء التي هي في قبضة الحوثي فقال العديني إن الحوثيين يحاولون إضعاف قيادات التجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب وطني ممتد له دور أساسي في تحريك الثورة ضد "النسخة الأصلية من الإمامة" مثلما لعب دورا ضد النسخة "المقلدة من الإمامة"، وهي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وليس بعيدا عن أرض اليمن، تطرقت الحلقة إلى الحوار الدائر في سلطنة عمان بين الفرقاء اليمنيين. وهنا قال عبد الوهاب الشرفي إن هذا الحوار أفضل من فرض القرار الأممي الذي أراد إظهار صورة الحوثيين منهزمين ومسلّمين.
وأضاف أن من مصلحة الجميع مضي هذا الحوار، إذ إن الدماء التي تسيل هي على خلفية سياسية لا جنائية، ولا داعي للخجل من التنازلات.
بينما قال الحاضري إن الحوار خارج قرار مجلس الأمن 2216 هو عبث سياسي وعودة إلى مربع الصفر، بينما قال العديني إن الإرادة الشعبية التي صنعت شرعية يقودها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي هي الشرط الوحيد الذي يدور حوله الحوار.