ما وراء الخبر

هل تعود الحكومة إلى عدن على أجنحة "السهم الذهبي"؟

استعرض برنامج “ما وراء الخبر” دلالات إعلان المتحدث باسم الحكومة اليمنية توجه ثلاثة وزراء من الحكومة الشرعية إلى عدن، والخيارات المتاحة أمام الحوثيين إزاء هذه التطورات.

وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كلمة متلفزة هنأ فيها شعبه بعيد الفطر وبانتصارات المقاومة في عدن التي تحققت بعد ثلاثة أيام من انطلاق عملية "السهم الذهبي" بعد أن تمكنت المقاومة الشعبية اليمنية ووحدات الجيش من السيطرة على مناطق واسعة من مدينة عدن وسط تراجع كبير لقوات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح .

وتزامنا مع ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن ثلاثة وزراء في طريقهم إلى عدن تمهيدا لعودة الحكومة إلى ممارسة أعمالها من هناك إثر الانتصارات السريعة للمقاومة الشعبية والتراجع الكبير للحوثيين وقوات صالح.

وأثار إعلان المتحدث باسم الحكومة اليمنية عن قرب عودة الحكومة إلى عدن أسئلة بشأن دلالات هذا الإعلان والخيارات العسكرية والسياسية المتاحة أمام الحوثيين عقب عودة الحكومة لممارسة مهامها من عدن.

ملامح النصر
وفي شأن قراءته لخطاب هادي رأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي أن الخطاب تبدو عليه ملامح النصر على خلفية أحداث عدن، وأضاف أن زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله) عبد الملك الحوثي وجه خطابا أيضا أشاد فيه بصمود قواته، واعتبر الشرفي التقدم الذي حققته عملية السهم الذهبي -بعد ضربات التحالف التي استمرت لأكثر من مئة يوم- "إنجازا" يستحق ما وجد من تهليل.

وفي ما يتعلق بعودة جزء من الحكومة إلى عدن رأى وزير الثروة السمكية اليمني فهد كفاين أن الأمر يعتبر عملا طبيعيا في إطار قيام الحكومة بدورها، وأكد أن عودة باقي وزارات الحكومة ستتوالى إلى المدينة.

وعن أولويات الحكومة أوضح كفاين أنها ستتمثل بالعمل على إعداد ملفات مهمة لليمنيين ولسكان عدن، مثل بحث ملفات النازحين في جيبوتي وحضرموت وإعادتهم إلى منازلهم، إضافة إلى تنفيذ الملف الأمني وتأمين المحافظة وتنفيذ خدمات النقل والصحة والطيران وإعداد المطار.

طريق التحرر
وعن فرص استنساخ تجربة عدن في محافظات أخرى استبعد الشرفي ذلك وأوضح أن طبيعة المجتمعات الجنوبية تختلف عن المجتمعات الشمالية حسب رأيه، وأكد أن المحافظات الجنوبية لم تكن راضية عن أداء حكومة هادي في الفترات الماضية.

وبرر الشرفي تحرك الحوثيين نحو الجنوب بأنه يهدف لمكافحة "الإرهاب" بسبب غياب الحكومة هناك، واعتبر أن النظر إلى تحركهم على أنه مجرد "نزق" بدون حسابات خطأ كبير، ودعا إلى تذكر أن الدولة كانت غير قادرة على حماية "أنصار الله" أو غيرهم من الاغتيالات وتفجيرات المساجد.

وفي وجهة نظر مخالفة للشرفي أكد كفاين أن تعز ومدنا أخرى في طريقها للتحرر على خطى عدن، وأكد أن هذه هي النتائج المتوقعة لمثل هذه "الحروب العبثية" المجردة من أي هدف، وتابع أن المدن الجنوبية تحتاج لأيام فقط حتى تتحرر، ومن ثم تعقبها صنعاء.

مسؤولية الحوثيين
وفي ما يتعلق بخيارات الحل المتاحة أمام الحوثيين، أكد الشرفي أن الخيارات بالكامل بيد المملكة العربية السعودية لأنها من استدعي التدخل العسكري في البلاد، ووضعت بذلك القوى السياسية اليمنية أمام خيار أن تتقاتل في ما بينها، وأوضح أن الحكومة لا تستطيع أن تقدم تنازلات لا ترضي المملكة.

من ناحيته، رد الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية إبراهيم آل مرعي على اتهام الشرفي للسعودية، وقال إنها تريد إعادة الاستقرار والشرعية إلى اليمن، وإنها تستضيف الحكومة اليمنية على أرضها وليست وصية عليها.

وحمل آل مرعي الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن، وقال إن العالم بأجمعه تابع أنهم لا يريدون التفاوض، وإنهم ذهبوا إلى مفاوضات جنيف ولم يجلسوا حول طاولة المفاوضات، واتهمهم بالسعي لاحتلال اليمن بأكمله.