ما وراء الخبر

سوريا بعد انتخابات الجار التركي

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” تأثير الانتخابات التركية على المسألة السورية عقب الانتخابات التي نجمت عنها خسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية التي كانت تؤهله منذ عام 2002 لتشكيل الحكومة منفردا.

فاز حزب العدالة والتنمية التركي بالانتخابات البرلمانية ولكن ليس بأغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، وذلك لأول مرة بعد أن يسيطر على الرئاسة والحكومة منذ عام 2002.

وفي ظل السيناريوهات المفترضة والترجيحات السياسية وعدم وضوح معالم المرحلة المقبلة تتباين القراءات بشأن الموقف من المسألة السورية التي تعد أبرز الملفات التي تصدى لها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان سواء في مؤسسة الحكومة أو الرئاسة على حد سواء.

من إسطنبول جاءت حلقة 8/6/2015 من "ما وراء الخبر" لتعاين تأثر الثورة السورية ميدانيا التي شكلت أول كيان سياسي لها في تركيا بنتائج الانتخابات، واحتمال قيام ائتلاف حزبي مع حزب العدالة والتنمية يفقد هذا الأخير التحرك بمرونة.

الكاتب والمحلل السياسي محمد زاهد غل رأى أن الغرفة المشتركة للقوى التي تدعم الثورة تضم دولة تركيا في عضويتها وليس حزب العدالة.

ومضى يقول إن كل القرارات التي اتخذت لدعم المعارضة بشقيها المسلح والسياسي أو استضافة اللاجئين كانت الدولة التركية هي حاضنتها لا العدالة والتنمية بوصفه حزبا.

ومع ثقته بأنه لا توجد حكومة قادمة من خارج حزب العدالة والتنمية أكد غل أنه لا يوجد حزب سياسي تركي يستطيع أن يجاهر بدعم النظام السوري.

أجندة تركيا الداخلية
من جانبه، قال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي إن خسارة حزب العدالة للأغلبية ستدفعه إلى الانشغال بالأجندة الداخلية على حساب القضايا الخارجية، مما يحتم على العرب أخذ زمام المبادرة من دون الأخذ بالاعتبار المشاركة التركية.

وأشار خاشقجي إلى أن الانفتاح التركي على المعارضة السورية سوف يستمر، لكن رفعه إلى درجة أعلى كما كان المأمول مع حزب العدالة لا يمكن المراهنة عليه، وأن حظر الطيران الحربي فوق الأراضي السورية الذي اقترحه أردوغان "يبدو مستبعدا الآن".

ومذكرا بالمدى الذي أحرزه التعاون العربي التركي في سوريا ميدانيا، قال إن معظم السلاح الذي يصل إلى المعارضة المسلحة في سوريا يأتي عبر الأردن وتركيا، وأن الانتصارات الأخيرة التي حققتها المعارضة ساهم فيه التعاون التركي السعودي القطري، بينما اتهم أميركا بأن لها دورا معطلا أو غير متحمس.

أما اللاجئون السوريون في تركيا فقال إن وجودهم سيكون إحدى أوراق اللعبة السياسية، مشيرا إلى أن ثمة قوى سياسية تستغل هذا في الحديث عن حقوق المواطنين الأتراك بالعمل والوظائف التي ينازعهم عليها اللاجئون.