ما وراء الخبر

الدلالات العسكرية والسياسية لتقدم تنظيم الدولة في الأنبار

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالة عودة تنظيم الدولة الإسلامية للتقدم من جديد في محافظة الأنبار، والتغييرات التي يمكن أن يحدثها هذا التقدم في خطط الدولة العراقية لمواجهة التنظيم.

سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على المجمع الحكومي في الرمادي، وذلك بعد مواجهات قتل إثرها نحو مائة من القوات العراقية ومقاتلي الصحوات، وتأتي هذه المواجهات غداة معارك عنيفة في الفلوجة، سيطر خلالها التنظيم على كافة ثكنات الجيش العراقي بالمنطقة.

وأثار تقدم تنظيم الدولة على أكثر من محور في العراق العديد من الأسئلة بشأن دلالات تقدمه في محافظة الأنبار من جديد، والإرباك والخسائر التي أحدثها في أوساط الجيش العراقي والقوات الموالية له.

تنظيم وإصرار
ولتفسير العودة القوية لتنظيم الدولة، أوضح الباحث العراقي في الشؤون الإستراتيجية عبد الوهاب القصاب أن التنظيم معروف عنه الإصرار واختيار الهدف بشكل جيد، ومن ثم الهجوم عليه بقدرات قوية، ووصف الطرف الآخر بأنه قوات نظامية لم يكتمل تجهيزها، وأنها تقاتل على عقيدة غير واضحة، وتوجد شروخ بينها وبين "الصحوات"، الذين تتخوف الدولة من تسليحهم حتى لا يستقووا عليها.

ورأى الباحث في حلقة الجمعة (15/5/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" أن قوات الحشد تعتبر مكافئة لتنظيم الدولة، رغم عدم ارتباطها بالدولة العراقية واتباعها أجندة تابعة لمشروع مستورد من إيران يخضع لولاية الفقيه، بحسب رأيه.

وأرجع الخلل الموجود في تركيبة العراق السياسية إلى الخلل الذي اتبعه نظام الحكم بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، حيث تم تغييب حقيقي لعرب العراق عن المشهد السياسي، بينما تم إعطاء الأكراد والشيعة صفة المنتصرين.

ترويج إعلامي
ومن جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي صبحي ناظم توفيق إن معظم الضربات التي يروج لها ضد التنظيم كانت مزاعم و"عرض عضلات" على أجهزة الإعلام، ولا تكفي لهزيمة عدو يسيطر على نحو 40% من مساحة العراق، كما أشار إلى عدم التنسيق بين الإعلاميين الذي يبالغون في وصف الضربات على تنظيم الدولة، وأوضح أن ما ينقص الجيش العراقي وحلفاؤه المعنويات التي لا يمكن أن تشترى من الأسواق، على حد تعبيره.

وكشف الخبير العسكري عن أن الحكومة العراقية أمامها خيارات محدودة ومُرة، في ظل تواجد قوات تنظيم الدولة على مسافة 65 كيلومترا من مركز بغداد، ونصح الحكومة العراقية بأن تحشد قواتها للحفاظ على حزام بغداد، وأن تؤمن سامراء، حتى تستطيع الوقوف على "بعض" قدميها.

الخطاب العربي
أما مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية فأوضح أن المقاربة السياسية لهذه المعضلة تعد فاشلة بامتياز، مؤكدا عدم وجود إستراتيجية واضحة المعالم بشأن وفاق إقليمي يحدد معالم التعامل مع العراق بعد القضاء على تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن بعض القوى المسلحة المعروفة ذات الوزن والثقل العسكري مثل قوات بدر وعصائب أهل الحق قادرة على فرض إرادتها بدخولها المعارك أو سحب نفسها من المواقع دون التشاور مع القيادات العسكرية بقصد خلق حالة من الإرباك.

وعبّر عن أسفه لغياب الدول العربية عن العملية السياسية في العراق، ودعا دول الخليج إلى الكف عن الحديث عن العرب السنة بالعراق، الذين أكد أنهم صاروا يدفعون ثمن هذا الخطاب العربي.