ما وراء الخبر

ما خيارات النظام السوري بعد انتصارات المعارضة؟

بحث “ما وراء الخبر” توقيت إرسال النظام السوري وزيري الدفاع والداخلية إلى طهران وموسكو، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على خيارات النظام في وقت تتقدم فيه المعارضة ميدانيا؟

بينما تتقدم كتائب المعارضة السورية على جبهات مختلفة، يوفد النظام السوري وزيري الداخلية والدفاع إلى طهران وموسكو على التوالي.

يعكس هذا التطور ما اعتبره مراقبون بدء اهتزاز قبضة سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا في ظل الانتصارات التي تحققها قوات المعارضة في مناطق ذات ثقل من أبرزها مدينة إدلب مؤخرا وقبل أيام بمدينة جسر الشغور الإستراتيجية.

في هذا الإطار جاءت حلقة "ما وراء الخبر" 29/4/2015 لتبحث توقيت إرسال الوزيرين، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التحركات على خيارات النظام في الوقت الذي تتقدم فيه المعارضة ميدانيا؟

ضيفة الحلقة مديرة قسم الشؤون الدولية في جريدة فريميا الروسية لينا سوبونينا هوّنت من أي دلالات أخرى تعكسها زيارة وزير الداخلية بلادها، وأصرت على أنها "ضمن المعتاد".

وأضافت أن الوقت الراهن على ما يحمله من خطورة ومع تقدم المعارضة في بعض المناطق، فإن ذلك يظل مدعاة لأن يستأنف الحوار بين المعارضة المعتدلة والنظام السوري، وهو الحوار الذي احتضنته موسكو التي تنظر بإيجابية إلى اجتماع جنيف المزمع عقده في جنيف في 4 مايو/أيار المقبل.

من هو المعتدل؟
ولكن من هي القوى المعتدلة؟ وهل تعتبر سوبينينا الضيف الثاني في الحلقة هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية واحدا من المعتدلين؟ بحسب سؤال مقدمة الحلقة غادة عويس. فقالت سوبونينا فورا: نعم.

غير أن مروة ردّ على ذلك بالقول إن نتائج لقاءات موسكو كانت "كارثية" بالمعنى الإنساني تجاه من يعدون معتدلين، حيث عمد رئيس وفد النظام بشار الجعفري إلى التهديد والوعيد، متسائلا "ماذا يعني الحوار إذا لم يمتلك أجندة حل؟"، ومشيرا إلى أن النظام لم يتقدم بأي شيء يفيد برغبته في حل سياسي، بل كان الأسد يستفيد من الوقت من أجل ضرب السوريين "ولن نقبل بأن نكون بوابة لإعطاء الأسد وقتا للقتل".

ووصف التطور الدرامي الذي يتوالى في المشهد الميداني السوري بأنه يعكس أزمة عسكرية خانقة لدى النظام، وأنها مسألة وقت حتى تصل أصوات الثوار إلى قصر المهاجرين في دمشق.

لكن مروة نبّه في المقابل إلى أن المعارضة لا تريد أن تسقط قطرة دم سورية إذا كانت المفاوضات ستقدم حلا، لافتا إلى أن النظام هو من أدار ظهره طوال الوقت لكل الحلول السلمية بدءا من محاولة جامعة الدول العربية في سبتمبر/أيلول 2011.

من ناحيتها وجدت سوبونينا أن ثمة إمكانية للتعاون بين الحكومة والمعارضة المعتدلة، وأن من الضروري الحفاظ على مؤسسات الدولة وأنه "لن يتكرر في سوريا ما جرى في العراق".

وكررت غير مرة أن الحلف الثلاثي: تركيا وقطر والسعودية الذي يقف وراء المعارضة هو من عليه أن يضغط عليها لتبدأ الحوار السياسي، على حد قولها.