ما وراء الخبر

هل تستجيب عشائر الأنبار للتعاون مع العبادي؟

تساءلت حلقة من برنامج “ما وراء الخبر”: هل تستجيب عشائر الأنبار في العراق لدعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للتعاون والمشاركة في السيطرة على الأراضي “بعد تحريرها من تنظيم الدولة”؟

ليست المرة الأولى التي توجّه فيها السلطات في بغداد الدعوة للعرب السنة في المحافظات الست للمشاركة والتعاون "في الحرب ضد الإرهاب"، وليست المرة الأولى التي تأتي الأجوبة من بين المدعوين للمشاركة على شكل أسئلة: عن أي مشاركة؟ وفي سبيل ماذا؟ وما الضمانات لمستقبلنا؟

كانت الدعوة الأخيرة على لسان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول "أهمية تعاون أبناء العشائر والأهالي والمقاتلين من أبناء الأنبار في السيطرة على الأرض بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية".

يذكر أن القوات العراقية بدأت في الثامن من الشهر الجاري حملة عسكرية لاستعادة الأنبار من تنظيم الدولة، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول: سوريا والأردن والسعودية.

يحتاج العبادي لاستجابة إيجابية من عشائر الأنبار، فماذا سيكون ردها؟ وهو ما حاولت حلقة "ما وراء الخبر" 26/4/2015 مقاربته، مع العلم أن دعوة العبادي جاءت متزامنة مع إعلان تأجيل الهجوم على الموصل لما بعد رمضان، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ الصيف الماضي.

مسؤول العلاقات الخارجية في الحراك الشعبي العراقي عبد الرزاق الشمري قال إن تركيز القوات الحكومية والتحالف على "داعش وتجاهل المليشيات الإرهابية التي تذبح المكون السني كيل بمكيالين"، موجها حديثه إلى العبادي "بأي سلاح ستسلح العشائر؟ هل ستسلحهم بكلاشنكوف موديل السبعينيات وثلاثين طلقة؟ هل سيكون التسليح بنفس مستوى الحشد الشعبي؟".

انتقام الحشد الشعبي
وأبدى الشمري ثقته بأن أبناء الأنبار قادرون على الخلاص من "جرائم داعش وجرائم المليشيات في نفس الوقت"، لافتا إلى أن الحشد الشعبي في جرف الصخر وديالى وتكريت وغيرها جاء للانتقام، وأن "جرائمهم تمت بعد خروج داعش معلنين أن الهدف هو الانتقام من كل من شاركوا في القادسية الثانية".

يذكر أن القادسية الثانية هي التسمية التي أطلقها العراق على الحرب التي نشبت بينه وبين إيران لمدة ثماني سنوات بدءا من العام 1980.

من ناحيته قال عضو  التحالف الوطني العراقي محمد العقيلي إن أبناء المحافظات هم من يريدون التدخل لطرد العصابات المسلحة بينما "من يذبح هذه المحافظات هم السياسيون في فنادق أربيل وعمّان وداعش".

وأضاف العقيلي أن ثمة انتصارات تتوالى يحققها الجيش، وأن "فتوى المرجعية والشيوخ الوطنيين الثابتين في الميدان مع وزير الدفاع السني البطل يدا بيد مع أبناء القوات المسلحة".

غير أن الخبير الإستراتيجي صبحي ناظم هوّن مما يقال إنها انتصارات الجيش قائلا "مع الأسف إن المبادأة ما زالت بشكل كبير بيد داعش"، وإن أبناء العشائر لو سلحوا بشكل جيد يستطيعون إخراج تنظيم الدولة من أراضيهم.

وعن تأجيل معركة الموصل إلى ما بعد شهر رمضان، قال "نعم ما فعل العبادي. فساحة المعركة من الناحية الإستراتيجية لا تسمح بخطة تحرير الموصل"، وأنه بسبب تواضع الأداء الميداني فإن معركة الموصل لا يمكن البدء بها قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل حين تخف الحرارة.

أما الشمري فقال عن احتمال تأجيل معركة الموصل بسبب عدم حماسة العرب السنة، "إنهم شعروا بأن تنظيم الدولة على أسوار بغداد فغيروا خطتهم نحو تحرير الأنبار"، خاتما بأنه "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. لن نقاتل الإرهاب إلا بعد ضمان حقوقنا".