ما وراء الخبر

لماذا توسط واشنطن الجعفري لدى الأسد؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” حقيقة وأبعاد الوساطة العراقية بين واشنطن ونظام بشار الأسد، ومآلات ومستقبل النظام السوري في ظل الموقف الأميركي من الأحداث.

يأتي هذا النقاش على خلفية كشف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أنه نقل في وقت سابق رسالة من الإدارة الأميركية إلى النظام السوري بشأن نية واشنطن مهاجمة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
 
وأضاف الجعفري أن مضمون وساطته كان إبلاغَ نظام بشار الأسد بأن القصف الذي سيستهدف تنظيم الدولة في سوريا ليس المقصود منه مواجهة النظام، وإنما مواجهة قواعد "التنظيم" على الأرض السورية.
 
فات الأوان
من جهته، رجح سفير الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة نجيب الغضبان لحلقة الاثنين (13/4/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" أن يكون حديث الجعفري قد تم تسجيله في وقت سابق، وأكد أن الإدارة الأميركية تبحث عن حل يستثني الأسد.
 
ودعا إلى عدم خلط الأوراق، وأوضح أن الشعب السوري ثار لأنه أراد أن يحول دولة المافيا والمخابرات إلى دولة القانون، وأكد أن سقوط النظام مسألة وقت فقط.
 
وأرجع الغضبان مقدرة النظام السوري على مقاومة الثورة حتى الآن إلى ما وصفه بدعم إيران القوي، مشيرا إلى أن بدايات الثورة كانت تحتمل أن يقبل بالأسد كجزء من الحل، ولكنه ارتكب الكثير من الجرائم ضد حقوق الإنسان مما يجعل القبول به أمرا مستحيلا، حسب رأيه.
 
الشمس والغربال
أما الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة فرأى أن الموقف الأميركي حيال الثورة السورية مرتبك جدا، وأن السياسة الأميركية تتماهى مع رغبة إسرائيل إجمالا من خلال إطالة أمد النزاع وتحويل سوريا إلى ثقب أسود يستنزف ويستهلك قوى جميع الفرقاء.
 
وقال إن النظام السوري هو الذي يستجدي أميركا للتحالف معها في ملف ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، ودعا إلى عدم إغفال أن الملف السوري يعتبر من الملفات المهمة جدا بالنسبة لإيران.
 
وبحسب الزعاترة، فإن النظام السوري يبدو كمن يريد أن يغطي الشمس "بغربال"، ويريد أن يقدم نفسه كقاعدة متقدمة في محاربة "الإرهاب"، رغم أن أكثر من 60% من أراضي النظام ليست تحت سيطرته.
 
من ناحيته، أوضح الكاتب الصحفي يونس عودة أن الإدارة الأميركية و"حلفاءها المزعومين" توصلوا إلى يقين بأنهم عاجزون عن إسقاط النظام الحاكم في سوريا، ولذلك تسعى أميركا الآن لحماية مصالحها والتعامل مع هذا النظام.
 
ونفى عودة قيام النظام بقتل آلاف السوريين، واتهم "من يسمون أنفسهم بالمعارضة" بأنهم من جاء "بالإرهابيين" من كل أنحاء العالم ليقتلوا الشعب.