ما وراء الخبر

دلالات زيارة وزير الخارجية الأردني طهران

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” زيارة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة طهران، وتساءل عن فرضية كونها توجها جديدا في السياسة الخارجية الأردنية وجاءت بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي.

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ ثماني سنوات، توجه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى العاصمة الإيرانية طهران ومنها اقترح إجراء حوار عربي إيراني خاصة في مجال مكافحة "الإرهاب والتطرف".

وتجيء زيارة الوزير بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين البلدين على خلفية التوتر الإيراني الخليجي، وقال ناصر جودة من طهران إن الإرهاب يستهدف السنة والشيعة معا.

زيارة غامضة
وعن أهداف الزيارة والنتائج التي يمكن أن تسفر عنها، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي لحلقة الأحد 8/3/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" إن الزيارة جاءت غامضة وفي توقيت غريب، وتثير العديد من الأسئلة عن أهدافها.

وأضاف أن العلاقة بين الأردن وإيران ظلت مضطربة منذ الحرب العراقية الإيرانية، رغم أن الواقع يشير إلى أن الأردن يظل حليفا إستراتيجيا لأميركا ودول الخليج.

وعبر عن أمله في أن تكون الزيارة تمت بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي حتى لا يصبح الأردن مغردا خارج السرب بالنظر للتنسيق والعلاقة المهمة جدا التي تربطه بهذه المجموعة، رغم ما وصفه الشايجي بالغزل الإيراني الذي وعد عمان بالغاز والدعم السياسي والاقتصادي.

تقييم حذر
ومن جهته، دعا مستشار التحرير في صحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان إلى الحذر في تقييم الزيارة ونتائجها، وأكد أن الأردن يدرك أن الجماعات المتطرفة و"الإرهابية" هي الخطر الذي يهدد المنطقة، وأن التجارب أثبتت أن سياسات العداء لإيران لا تخدم الاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن تماس الأردن المباشر مع سنة العراق بشكل مكثف جعله يدرك أن إيران تلعب دورا كبيرا في العراق، وأوضح أن الوزير الأردني قد يحاول استغلال النفوذ الإيراني لدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحقيق بعض مطالب السنة الذين تعرضوا لسياسات الإقصاء والتهميش في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

ووصف الخيطان السياسة الخارجية الأردنية بأنها مستقرة وذات ثوابت، ودعا إلى النظر إلى الزيارة على اعتبارها خطوة تكتيكية وليست تحولا في المواقف، وأكد أن الأردن لا يستطيع أن يبقى ساكنا في ظل الأوضاع الملتهبة التي تحيط به.

أما الباحث في العلاقات الدولية علي باكير فرأى أن الزيارة يمكن أن تقرأ في إطار العديد من السياقات ذات العلاقة بالتطورات الدولية والإقليمية، وأشار إلى أن الجانب الإيراني ظل يحاول تحييد الأردن واستقطابه وعزله عن المجتمع الخليجي بتقديم إغراءات اقتصادية وسياسية ذات قيمة.