أميركا وإسقاط النظام السوري.. تغيّر الموقف أم انكشافه؟
أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان أنه لا بلاده ولا روسيا ولا التحالف الدولي ولا الدول الإقليمية تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن ذلك من شأنه أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية "المتطرفة"، ولا سيما تنظيم الدولة الإسلامية.
لماذا غيرت واشنطن موقفها؟ ولماذا التلكؤ الدولي عموما في إسقاط النظام السوري؟ وما مستقبل المعارضة السورية في ظل تصريحات المسؤول الأميركي؟
بعض المعارضين السوريين يرون أن الموقف الأميركي تغير، وبعضهم يرى أنه لم يتغير، بل انكشف.
لكن المتحدث السابق لوزارة الخارجية الأميركية بيجي كراولي في حلقة 14/3/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" نفى أن تكون بلاده قد غيرت موقفها من ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد "ومرافقيه".
وأضاف أن تغيير النظام سيحصل، والسؤال دائما هو: كيف سيحدث ذلك؟ "نرى آلاف القتلى ومؤشرات بقاء النظام بشكل يائس حتى مع اتهامه بجرائم ضد الإنسانية"، مكررا غير مرة "نريده أن يتنحى، ولكن لا نريد فراغا في سوريا كما هي الحال المأساوية في ليبيا واليمن".
وأوضح أن أميركا تريد رحيل بشار الأسد، لأنه جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل، وأن الرئيس السوري لو تخلى عن السلطة في العام 2011 "لتجنبنا المشكلة"، مشيرا إلى أن النظام السوري راهن على الدعم العسكري الإيراني والسياسي الروسي.
"موقف أميركي معلوم"
بدوره قال الكاتب الصحفي السوري بسام جعارة حول ما إذا كشف تصريح برينان خديعة أميركية تجاه المعارضة "كنا نعلم الموقف الأميركي تجاه الثورة منذ كانت سلمية، وعندما حملنا السلاح مارست ضغطا لمنع وصول السلاح النوعي".
وزاد بأن دولا شقيقة وصديقة، ومنها فرنسا، حاولت تزويد المعارضة بسلاح نوعي ومنعت أميركا وصوله، وأن الكيميائي الذي عدته واشنطن خطا أحمر فلأنه يشكل خطرا على إسرائيل، وبهذا قالت الإدارة الأميركية للرئيس السوري تستطيع أن تقتل ولكن من دون كيميائي، على حد تعبيره.
وختم جعارة بأن المعارضة لم تستأذن أميركا وهي تقاتل جيش الأسد، ولا استأذنتها وهي تقاتل الآن "المحتل الإيراني"، متهما الإدارة الأميركية بالتحالف مع إيران، حيث "تتحدث أميركا عن جبهة النصرة وتغض الطرف عن 28 فصيلا طائفيا" تقاتل مع النظام، كما قال.
أما عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة فرأى أن الموقف الأميركي ناتج عن "مصلحتها وليس عن طيب خاطر وكرم وأخلاق"، فليس "في السياسة احترام إلا للقوي"، مشيرا إلى أن واشنطن تتحاور مع "عدوها" إيران، وأن "صمود الرئيس بشار والشعب السوري هو الذي أجبر أميركا على هذا الموقف"، حسب قوله.
وعند سؤاله عن مصلحة أميركا المتوقعة من النظام قال "لن نقدم شيئا لأميركا"، ثم أردف أنه إذا كان من مصلحة فستكون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الأمنية.