ما وراء الخبر

حدود العلاقات الإيرانية العراقية في ضوء تصريحات متبادلة

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” حدود العلاقات بين إيران والعراق في ضوء تصريحات عراقية أكدت أن قبول أي مساعدة للعراق في محاربته “الإرهابيين” لا يعني غض الطرف عن الهوية والاستقلال.

بعد تصريحات لمستشار الرئيس الإيراني أشارت إلى أن العراق مجال حيوي لهوية بلاده وثقافتها، وأن بغداد هي بمثابة عاصمة لإيران، خرجت تصريحات عراقية أكدت على الهوية والاستقلال والسيادة الوطنية.

حلقة الجمعة (13/3/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالات هذه التصريحات وتداعياتها على الحدود الحقيقية للعلاقات بين العراق وإيران في ضوء ما يجري على الأرض.

وكان أحمد الصافي ممثل المرجع الديني الأعلى للشيعة بالعراق قال اليوم الجمعة إن قبول العراق مساعدات في حربه على من سماهم الإرهابيين لا يعني غض الطرف عن هويته واستقلاله.

هذه التصريحات جاءت بعد أيام من حديث لعلي يونسي المستشارِ الخاص للرئيس الإيراني قال فيها إن العراق لا يمثل مجالا حضاريا لنفوذ طهران فحسب، بل هو مجال حيوي لهوية إيران وثقافتها أيضا، وإن إيران تعتبر بغداد بهذا المعنى بمثابة عاصمة لها.

رد متماسك
حول هذا الموضوع يرى مدير المركز العراقي للإعلام عباس الموسوي أن رد الفعل العراقي يثبت أن الولاء العراقي هو للعراق وليس لإيران كما يدعي البعض، واعتبر الرد العراقي "متماسكا" إزاء السيادة العراقية.

وأضاف أن التصريحات الإيرانية خرجت عن رجل ليس له وزن أو ثقل سياسي، ولو كان هذا التصريح خرج من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي لكان له وزن.

إعلان

وقال الموسوي إن العراق بنى علاقاته مع إيران على أساس المصالح المشتركة ومن خلال المواقف، والعلاقات الآن في أحسن حالاتها، والساحة العراقية مفتوحة للمساعدة وليس للسيطرة.

من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي العراقي الدكتور لقاء مكي أن ردود الفعل العراقية كانت في حدود المناسب قياسا لطبيعة الأوضاع في العراق.

اعتراض خجول
وقال إن تصعيد المسألة دبلوماسيا كان غير ممكن والاعتراض على التصريحات الإيرانية جاء في "إطار خجول"، وتساءل "ماذا لو جاءت التصريحات من تركيا؟" مجيبا أن رد الفعل كان من المؤكد سيختلف ويكون أكثر حدة.

وأكد مكي أن على العراق أن يثبت تماما أنه خارج نطاق السيطرة الإيرانية إلى حد الاستيلاء كما يشاع الآن.

بدوره، رأى مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية الدكتور حيدر سعيد أن هناك فئات داخل منظومة الحكم في إيران ذات توجهات قومية شديدة التطرف، يعبّر هذا التصريح عنها.

وقال إن هذه النظرة للعراق تعبر عن رؤية جزء أساسي من منظومة الحكم في إيران بأن العراق بلد شيعي وله هوية أحادية، محذرا من أن الخطير في التصريح هو تأكيده على أن العراق وإيران امتداد ووحدة ثقافية وحضارية، "بمعنى أن نتقاتل أو نتحد" وفق تحليله.

المصدر : الجزيرة