ما وراء الخبر

اليمن.. احتمالات التوافق

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” مآلات الأوضاع في اليمن مع انتهاء المهلة التي حددها الحوثيون للتوصل إلى اتفاق ينهي الفراغ الدستوري في البلاد.

في مناخ ملبد بالخلافات، أجرت قوى سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء مشاورات حول سبل التوصل إلى حل سريع ينهي الأزمة السياسية في البلاد.

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد وافق مبدئيا على إنشاء مجلس رئاسي يعتمده البرلمان، وهو ما يعيد المشاورات إلى المربع الأول.

حلقة الخميس (5/2/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت مع المستجدات باليمن وناقشتها في محورين: ما ضمانات نجاح أي اتفاق على تشكيل مجلس رئاسي مؤقت في تخفيف حدة الصراع على السلطة؟ وما المآلات السياسية والأمنية والاقتصادية للإخفاق المحتمل في التوصل إلى تسوية مرضية لجميع الأطراف في اليمن؟

وشارك في الحلقة الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، وكل من الناشط السياسي في جماعة أنصار الله "الحوثيين" حسين البخيتي والباحث السياسي ماجد المذحجي.

تشخيص المشكلة
وقال ياسين التميمي إن المشكلة في اليمن ليست الفراغ السياسي الذي خلفته استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح، بل في السيف المسلط على اليمنيين، في إشارة إلى المسلحين الحوثيين الذين بسطوا سيطرتهم على مفاصل الدولة.

واعتبر أن البلاد مهددة في كيانها الاجتماعي والسياسي، مضيفا أنها تقف على مشارف الانهيار بسبب سلطة منحت لفصيل مسلح، بحسب قوله.

وذكر الكاتب والمحلل السياسي أن الجماعة الحوثية تريد أن تسيطر على واقع اليمن ومستقبله عبر صيغة المجلس الرئاسي.

وتوقع أن تعمل "العصابة المسلحة" على التخلص من شركائها السياسيين بأي شكل من الأشكال، في حال فشلت القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق.

وخلص التميمي إلى التحذير من عواقب إقدام الحوثيين على ملء الفراغ السيسي "على طريقتهم"، أي عبر الاستيلاء على السلطة، لافتا إلى أن خطة من هذا القبيل ستجر البلاد إلى صراع مسلح لا أحد يستطيع التكهن بمآلاته.

مخرج الأزمة
من جانبه، رأى الناشط السياسي في جماعة أنصار الله حسين البخيتي أن خيار المجلس الرئاسي سيكون مخرجا للأزمة التي تتخبط فيها البلاد، وليس مخرجا لأزمة أنصار الله الحوثيين.

وبين أنه في حالة الفشل في التوصل إلى اتفاق، فإن "اللجان الثورية" ستكون الشرعية القائمة لملء الفراغ الناتج عن استقالة هادي وبحاح، بحسب تعبيره.

وأضاف أنه إذا لم تنجح المفاوضات الجارية، ستتخذ حينها إجراءات على قاعدة مشاركة الأطراف.

أما الباحث السياسي ماجد المذحجي فقد انتقد القوى السياسية التي ذهبت إلى مسار تحكمه معادلة القوة وإكراهات الأمر الواقع، وفق تعبيره.

وتساءل عن مستقبل خيار المجلس الرئاسي وسط حقل من الأشواك داخليا وإقليميا، مشيرا إلى رفض الدول الخليجية لفكرة المجلس التي تتقاطع مع مبادرتها.

ولفت المذحجي إلى أن عوامل تحريك اللعبة باليمن طبيعتها محلية، لكن مآلاتها وارتداداتها تتجاوز الحدود الداخلية لليمن في ظل تعقيدات إقليمية متفاقمة.