ما وراء الخبر

عنف الحوثيين تجاه شباب الثورة.. المغزى والمدلول

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” استخدام الحوثيين للقمع والعنف لفرض انقلابهم على اليمنيين، وبحث إستراتيجيتهم في الفترة المقبلة في ظل ضغوط خارجية وداخلية عليهم.

مع التهاب الوضع في اليمن، تزايدت مؤخرا وقائع تعرض ناشطين سياسيين -بينهم شباب الثورة- للخطف والتعذيب بأيدي مسلحين حوثيين، وأعمال عنف هنا وهناك، واقتحام لمؤسسات حكومية وفرض مسؤولين بقوة السلاح.

أصبح إطلاق الحوثيين الرصاص لتفريق مظاهرات رافضة للانقلاب في عدة مدن أمرا معتادا في اليمن، وتعيد هذه الممارسات إلى الأذهان أساليب قمع مليشيات وعناصر أمن تابعة لنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إبان الحراك الثوري الذي أطاح به.

ازدواجية خطاب
ومن صنعاء كشف الناشط في الثورة الشبابية محمد عبد المغني أن الشارع اليمني يعاني من حالة رعب وفزع شديدين ناتجة من فرض جماعة الحوثي إرادتها بقوة السلاح، وسعيها لتنصيب نفسها بديلا دينيا ولاهوتيا لقيم المجتمع.

وقدّر حالات الانتهاكات والقمع التي تعرض لها شباب الثورة في الشارع اليمني على أيدي الحوثيين بنحو خمسة آلاف حالة، وأوضح أن البلاد تتجه بشكل متسارع نحو الهاوية.

وقال عبد المغني في حلقة الأحد 15/2/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" إن المجتمع اليمني خرج كله إلى الشارع ليرفض سياسة الاستبداد وفرض الرأي بالسلاح التي تمارسها جماعة الحوثي.

وعبر عن تعجبه من سياسة ازدواجية الخطاب التي تمارسها الجماعة حينما تتغنى بالحقوق والحريات، ولكنها تمارس التعذيب والقتل والاعتقال في نفس الوقت.

وأكد الناشط في الثورة الشبابية أن ثقافة العنف لا تولد إلا عنفا مضادا، وأوضح أن الحوثيين انقلبوا على رفاقهم في الثورة، وأصبحت الجماعة تتهم من يعارضونها بالانتماء إلى القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من أجل شرعنة القضاء عليهم.

الثورة الحقيقية
أما الخبير في شؤون جماعة أنصار الله محمد العماد فقال إن سيطرة الحوثيين على البلاد تعني أن "الثورة الحقيقية" هي التي عادت الآن، وأوضح أن جميع القوى الثورية اتفقت على إسقاط مجموعة الإخوان المسلمين، ودعا إلى عدم تحميل جماعة أنصار الله جميع الأخطاء.

وأكد العماد أن أنصار الله دخلوا إلى مؤسسات الدولة عبر قيامهم بالثورة، وحذر من سعي القاعدة وتنظيم الدولة إلى استهداف جماعة الحوثي وتصفية قادتها، وأوضح أن هذا الوضع يعطي الجماعة الحق في الدفاع عن نفسها.

وفي وجهة نظر مغايرة لموقف العماد أوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن استشهاد صالح البشرى نتيجة التعذيب دليل بارز على ممارسة هذه الجماعة للعنف، وأشار إلى قيامها بتنفيذ الانقلاب على الثورة بالتنسيق والتعاون مع النظام السابق واستخدام أسلحته وأدواته.

ووصف التميمي الحوثيين بأنهم منتج إيراني ومشروع خراب ودمار ولا يحملون أي إستراتيجية لإدارة الدولة، وقاموا بتنفيذ الانقلاب ثم بدؤوا يتخبطون ولا يدرون ما يفعلون، وشرعوا في اعتقال وتعذيب الناشطين السياسيين.