ما وراء الخبر

أبعاد سيطرة البشمركة على سنجار

بحثت حلقة من برنامج “ما وراء الخبر” الأسئلة العسكرية والسياسية التي تثور حول هذا المنعطف مع إعلان الأكراد استعدادهم لزحف نحو تلعفر على الطريق إلى الموصل.

يشكل إعلان قوات البشمركة الكردية سيطرتها على قضاء سنجار شمال غربي العراق منعطفا مهما في مسار وقف تمدد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استمر على مدى نحو عام ونصف العام منذ سيطرته على الموصل في يونيو/حزيران 2014.

وبحثت حلقة الجمعة 13/11/2015 من "ما وراء الخبر" الأسئلة العسكرية والسياسية التي تثور حول هذا المنعطف مع إعلان الأكراد استعدادهم لزحف نحو تلعفر على الطريق إلى الموصل.

يلاحظ المراقبون أن مدينة سنجار شهدت دخولا لقوات البشمركة دون معالم تشير إلى عناصر تنظيم الدولة كأنهم أشباح أو كأن أمرا ما يحدث في السماء.

هنا يتحدث الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور عن قصف جوي متواصل لمدينة سنجار وأطرافها منذ شهر اختتم في ليلة 11 نوفمبر/تشرين الثاني حتى السادسة صباح اليوم التالي، تلاها دخول القوات البرية والبشمركة من غرب وشرق المدينة لقطع الطريق الرئيسية.

وبين ياور أن دعما استخباريا قدمه للأكراد التحالف الدولي مما ساعد في السيطرة على الطريق 47 الذي يربط بين سوريا والعراق ويؤمن الإمدادات.

هذا الأمر سلط عليه الضوء المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف غوردن قائلا إن سنجار بالغة الأهمية حيث تشرف على الطريق السريع 47 الرابط بين الرقة في سوريا والموصل في العراق. ويعني هذا في نظره أن الطريق انقطع بين شقي تنظيم الدولة.

ومضى يقول إن الجهد العسكري الذي قدمته واشنطن هذه المرة وجه إلى البشمركة كحليف أساسي لأنهم هم القوة الفاعلة، أما القوات العراقية فليس لها الكثير من الثقة بعد هروبها من أماكن عديدة وتركها أسلحة استولى عليها تنظيم الدولة.

ووصف غوردن الحدث الأخير في سنجار بأنه "قصة نجاح"، ولم ينف أن أميركا وقفت وراء هذا النجاح لتؤكد أيضا للروس في سوريا أن أميركا يمكنها أن تفعل شيئا، لافتا في السياق إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يزداد عدائية تجاه تنظيم الدولة ويريد هزيمتهم دون ضحايا.

وعما يقال عن سيطرة الأكراد وتمددهم أبعد مما هو متفق عليه قال الكاتب والمحلل السياسي وليد الزبيدي إن العملية السياسية في العراق تسمح بكل التجاوزات، لأنه عملية في الأساس مربكة وتوصف بأنها سيئة.

لكنه وقف عند ثلاث صور قال إن فيها الكثير من التناقض ولكنها يجب أن تؤخذ كلها لدى قراءة المشهد؛ الأولى أن الأكراد يعلنون ضم مناطق متنازع عليها، وهو أمر يجري إعداده بين السياسيين في بغداد وأربيل.

الصورة الثانية وهي رفع علم إقليم كردستان وليس هناك أي وجود لعلم الدولة المركزية، العراق وهذا يثير الكثير من التحفظ.

مقابل ذلك -يختم الزبيدي- بأنه ينبغي الاعتراف بأن مئات الآلاف من النازحين والمهجرين يحظون برعاية فائقة في إقليم كردستان.