ما وراء الخبر

تأثير مجزرة تعز على التفاهمات السياسية باليمن

سلطت حلقة 22/10/2015 من “ما وراء الخبر” الضوء على دلالات توقيت مجزرة تعز، وتأثيراتها المحتملة على مسار الحسم ومصداقية التفاهمات السياسية المطروحة.

لم تترك الطريقة التي قصفت بها جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح  تجمعات المدنيين في تعز عصر ومساء الأربعاء أي احتمال لتفسير ما حدث سوى بأنه مجزرة مقصودة ومدبرة.

فدقة التصويب وخلو المنطقة من أي أهداف عسكرية كان أوضح من أن يحتاج إلى دليل، تصرف يطرح العديد من التساؤلات بشأن الهدف من هذه المجزرة، التي جاءت بعد أيام قليلة من موافقة الحكومة اليمنية على الدخول في حوار مع جماعة الحوثي يوفر مخرجا سياسيا للأزمة.

فما دلالة ارتكاب الحوثيين وقوات صالح هذه المجزرة بعد أيام من إعلان التزامهم بقرار أممي يمهد لحل سياسي؟

وما التأثيرات المحتملة لهذه المجزرة على إمكانية الحسم في تعز ومصداقية التفاهمات السياسية المطروحة؟

حلقة 22/10/2015 من "ما وراء الخبر" سلطت الضوء على دلالات توقيت مجزرة تعز، وتأثيراتها المحتملة على مسار الحسم ومصداقية التفاهمات السياسية المطروحة.

خطأ استراتيجي
ويعتقد المحامي والمحلل السياسي فيصل المجيدي أن الموت هو المتوفر الوحيد في تعز, مشيرا إلى إلى أن الحوثيين فقدوا الكثير من المواقع العسكرية بينما خسر صالح رئاسته لليمن، والآن عزل عن رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، ولذلك يصبون جام غضبهم على المواطنين في تعز.

ويرى أن الحكومة ارتكبت خطأ استراتيجيا بالموافقة على الدخول في مفاوضات مع جماعة الحوثي وأنصار صالح. لافتا إلى أن مجلس الأمن طالب الحوثيين بالخروج من المدن دون أي شرط أو قيد.

من جانبه اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي إبراهيم آل مرعي أن الحوثيين خسروا 75% من الأرض ولم يجدوا أي مكسب على المسرح، فلجؤوا إلى ارتكاب مجزرة بحق المدنيين بتعز لاستخدامها ورقة ضاغطة في المفاوضات مع الحكومة.

ولم يستغرب آل مرعي صمت الأمم المتحدة إزاء هذه المجزرة، مستدلا بمواقفها السابقة من مجازر وأفعال الحوثيين وأنصار صالح.

بدوره أكد وضاح الدباني المسؤول العسكري الميداني في المقاومة الشعبية في تعز أن الحوثيين وأنصار المخلوع صالح لا يلتزمون بأي اتفاقيات أو مواثيق بل يستغلونها لتحقيق مكاسب على الأرض.

التأثيرات المحتملة
وبخصوص التأثيرات المحتملة لمجزرة تعز على مصير المفاوضات، أوضح المجيدي أن تعز أصبحت شقيقة لحمص وحلب وغزة بسبب المجازر المرتكبة، معتبرا الذهاب للتفاوض مسألة عبثية في هذه الظروف.

وقال إنه على الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يتواصل مع قوات التحالف العربي لاتخاذ قرارات تخفف من معاناة الناس في تعز. معربا عن اعتقاده بأن شعبية الرئيس والحكومة تتآكل إذا ما استمروا على هذا الموقف.

أما آل مرعي فأعرب عن قناعته بأن الذهاب إلى المفاوضات يجب أن يترافق مع العمليات العسكرية بنفس الزخم الحالي، مؤكدا على ضرورة ألا تستثنى صعدة من الضربات الجوية.

واعتبر أن توقف العمليات العسكرية أثناء عملية التفاوض سوف يكون وبالا على الجبهة العسكرية، لأن الحوثيين سيستغلون الوضع للتقدم وتحقيق مكاسب على الأرض.

وأشار مرعي إلى أن هناك دعما وصل من قوات التحالف للمقاومة في تعز, مشيرا إلى أن عمليات التحالف العربي في تعز بدأت في 1 أكتوبر/تشرين الأول.

من جانبه لفت وضاح الدباني إلى أن الحوثيين يحاصرون المدينة من أطرافها وأن الأسلحة الثقيلة وحدها الكفيلة بمساعدتهم على تحرير تعز, لافتا إلى تحقيق تقدم على جبهة الأربعين.

وأكد أن المجزرة التي اقترفها الحوثيون وأنصار المخلوع زادتهم إصرارا على إنهاء الحصار ودك أوكار الحوثي وصالح حول تعز.