ما وراء الخبر

هل تقاتل العشائر العراقية تنظيم الدولة؟

أيّ صدى يمكن أن تلقاه دعوة العبادي لإصلاح الجيش واستمالة العشائر على ضوء ممارسات حكومته؟ وهل من مداخل بديلة لإصلاح حقيقي لجيش العراق وعلاقة حكومته بالمكون العربي السني؟

ناقشت حلقة 6/1/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تطهير الجيش العراقي وإلى ثورة عشائرية في وجه تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على معظم أنحاء محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق.

وكانت العشائر السنّية قد طالبت مرارا حكومة العبادي -ومن قبلها حكومة المالكي- بدعمها وتوفير السلاح لها لمحاربة التنظيم، لكن الحكومتين تجاهلتا تلك المطالب وذهبتا لتشكيل ودعم مليشيات الحشد الشعبي المتهمة من قبل منتقديها بتلقي دعم إيراني.

وطرحت الحلقة سؤالين: أيّ صدى يمكن أن تلقاه دعوة العبادي لإصلاح الجيش واستمالة العشائر على ضوء ممارسات حكومته؟ وهل من مداخل بديلة لإصلاح حقيقي لجيش العراق وعلاقة حكومته بالمكون العربي السني؟

الأمين العام لمجلس العشائر العراقية الشيخ يحيى السنبل قال إن العبادي لم يقدم شيئا مما اتفق عليه مع شركائه السياسيين لتلبية مطالب العرب السنة بوصفهم أصحاب وطن، موضحا أن أربعة ملايين من العرب السنة هجروا وبقي تحت القصف قرابة أربعة ملايين آخرين.

وعدّد السنبل نقاطا قال إن العبادي لم ينفذها وفي مقدمتها وقف قصف المدن، والعفو العام "الذي نسمع به منذ 2011 ولم يصل إلى البرلمان ولم يناقش، وتعديل المادة المسماة "4 إرهاب" والمشهورة باسم "4 سنّة" من قانون مكافحة الإرهاب، والتي تعتمد على المخبر السرّي.

وطالب بقرارات "شجاعة" يتخذها العبادي "دون أن يأخذ إذنا من إيران أو أميركا"، مؤكدا أن تنظيم الدولة لا يمكن اعتباره عراقيا سنيا، ومع هذا شدد على أن العرب السنة لن يقاتلوا نيابة عن إيران.

بدوره رد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قاسم الأعرجي على السنبل، بأن بعض القضايا التي تملك الحكومة التصرف فيها نفذتها، أما الأخرى مثل قانون العفو العام فهو بحاجة إلى تصويت مجلس النواب.

وأضاف الأعرجي أنه ليس من مصلحة العراق أن يكون طائفيا وإنما عليه أن يكون توافقيا، مشيرا إلى أن التخلص من "الإرهاب" يجمع عليه السنة والشيعة.

وعن دعم الحكومة لمليشيات الحشد الشعبي، قال الأعرجي إن نشوء الحشد الشعبي جاء عقب تهديد تنظيم الدولة لبغداد.

من ناحيته قال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين مازن رمضاني بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي عام 1921، إن الجيش الذي جاء عقب "كارثة الاحتلال" تأسس على محاصصة طائفية فتحول إلى حالة ضعف غير مشهودة من قبل.

وأشار رمضاني إلى أن غياب الاندماج الوطني إذا تفاقم قد يفضي إلى أن يصبح العراق دويلات متصارعة.