ما وراء الخبر

هل تزامنت الانتقادات الأميركية والإيرانية للبحرين؟

تساءلت حلقة السبت 3/1/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” عن مغزى التعاقب بين رد الفعل الأميركي والإيراني على اعتقال علي سلمان، وخيارات البحرين في الرد على الانتقادات التي تتعرض لها.

أثار اعتقال المعارض البحريني الشيخ علي سلمان ردود فعل دولية وإقليمية عدة، أحدثها وأكثرها لفتا للانتباه هو انضمام واشنطن إلى طهران وبغداد في استنكار هذا الإجراء، بينما خرجت مواقف عربية رافضة للتدخل في شؤون البحرين.

واستنكرت البحرين التدخل الخارجي في شؤونها، وجاء ذلك بعد انتقاد واشنطن اعتقال الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق المعارضة بتهم من بينها التحريض على الخروج على النظام ومواجهة السلطات.

واستنكر مجلس الشوري البحريني "المعايير المزدوجة "التي تنتهجها بعض الدول والمنظمات، وقال إنها لا تساعد على محاربة الإرهاب والحد من العنف، وقد قوبل هذا الموقف بردود فعل رافضة من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، اعتبرت التدخلات الإيرانية في البحرين خرقا للقانون الدولي.

تدخل إيراني
وقال الكاتب والباحث السياسي محمد مبارك إن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية لم يتوقف يوما وظل متواصلا، وأوضح أن الموقف الأميركي يتم النظر إليه قياسا على مواقف واشنطن السابقة.

وأشار إلى أن إيران تتحدث عن المثل الديمقراطية ولا تلتفت لمشاكلها الداخلية الخانقة، وتطبق الإعدام حتى على القاصرين، وتختلق المشاكل مع دول الجوار.

وفي ما يتعلق بالموقف البحريني تجاه أي تعليق يمس شأنا بحرينيا داخليا، أكد مبارك أن الموقف يظل واضحا وصريحا، وأن الشيخ سلمان صرح لوسائل الإعلام بتلقيه عرضا من "إحدى الدول" لتسليح المعارضة في البحرين.

من ناحيته، قال الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية محمد مهدي شريعتدار إن مطالبة العديد من المنظمات الدولية والحقوقية حول العالم بالدفاع عن حقوق الإنسان لا يعتبر تدخلا داخليا، ونصح البحرين بعدم إلقاء المسؤولية عن أزماتها الداخلية على عاتق الآخرين.

وأشار إلى أن السلطات في البحرين لا تستطيع أن تتعامل مع "الوفاقيين" في المعارضة البحرينية، الأمر الذي يكشف بجلاء أنها تسعى لتأزيم الموقف.

أهمية كبرى
ونفى أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن، فواز جرجس، أن يكون تزامن ردود الفعل حول الموقف يعني أن هناك تنسيقا بين واشنطن وطهران إزاء ما يحدث في البحرين.

وأوضح أن الخطاب السياسي الأميركي يكشف عن تخوف واشنطن من حدوث تصعيد في الموقف بين الحكومة البحرينية والمعارضة، وأكد أن وزارة الخارجية الأميركية تشدد دوما على أهمية احترام حقوق الإنسان.

وقال جرجس إن للبحرين أهمية كبرى في الخارطة السياسية الأميركية التي تعطي الأولوية للمصالح الأميركية في ما يتعلق بعلاقة البلدين، مع الأخذ في الاعتبار أن أميركا لا يمكن أن تقوم بالضغط على القيادة البحرينية.

ونفى أن تكون التصريحات الإيرانية تخدم المعارضة أو الحكومة في البحرين، وحذر الحكومة البحرينية من عدم التعامل مع "المطالب المشروعة" للمعارضة في البلاد، ونصحها بتوحيد الجبهة الداخلية وإعادة اللحمة الوطنية والحوار الجدي الذي يأخذ مطالب المعارضة بشكل جدي.