ما وراء الخبر

إلى أين يذهب اليمن؟ وما موقف المجتمع الدولي؟

ناقشت حلقة برنامج “ما وراء الخبر” المدى الذي يمكن أن تصل إليه حركة الاحتجاج ضد سيطرة الحوثيين، وفرص تدخل المجتمع الدولي في اليمن ليعيد الأمور إلى نصابها.

تلاحقت الأحداث بشكل متسارع في اليمن عقب استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة، وحفلت الساحة السياسية بالعديد من التطورات التي يتوقع بعض المحللون أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل البلاد.

تأجلت اليوم الأحد جلسة كان مقررا عقدها بين مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وأحزاب اللقاء المشترك وجماعة الحوثي بعد انسحاب التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي احتجاجا على ممارسات العنف من قبل جماعة الحوثي، كما أكد الناطق باسم حزب الإصلاح رفض حزبه الحوار مع هذه الجماعة.

حلقة الأحد (25/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" استعرضت آخر تطورات الحركة الاحتجاجية ضد سيطرة الحوثيين على البلاد، وإلى أي مدى يمكن أن يتعرض اليمن لتدخلات خارجية تعمل على تغيير الأوضاع الحالية؟

أحمد المَقرَمي:
ندعو للتعويل على الشعب اليمني الذي هب بكل أطيافه السياسية، وننادي المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من الأسلحة التي اجتاحت العاصمة واختطفت الدولة وحاصرت الوزارات

ثورة شعبية
الخبير في شؤون جماعة أنصار الله (الحوثيون) محمد العماد دعا إلى التفريق بين ثورة 2011 الشبابية الخارجة ضد قمع النظام لكل القوى السياسية، وبين من قال إنهم يخرجون اليوم ويمثلون بعض مكونات القوى السياسية التي تريد أن تفشل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة.

ومع تأكيده أن حرية التعبير حق مكفول للجميع، فإنه حذر بعض القوى السياسية من استغلال المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، وافتعال مجزرة ثم اتهام جماعة أنصار الله بتنفيذها.

وبالمقابل، وجه القيادي في التجمع اليمني للإصلاح أحمد المَقرَمي التحية للطلاب الصامدين داخل الجامعة وهم يدافعون عن ثورتهم أمام الحوثيين على حد تعبيره، وأكد أن الذين خرجوا يعبرون عن إرادة الشعب ويسعون لاستعادة وطن تم اختطافه بواسطة بعض "جماعات التخلف".

ومن وجهة نظر القرمي فإن أبناء "الشعب الوطني" خرجوا دون النظر إلى التوازنات السياسية، وتوحدوا لإنقاذ الوطن من هذه المليشيات التي تعمل على إثارة النعرات الطائفية وتشظية الوطن وتفريق أبناء شعبه، بعد أن سدت هذه المليشيات أمامهم جميع منافذ الحوار.

أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الزرقة فعقد مقارنة بين التحركات الشبابية من الجامعة -التي تتصدى لها الجماعة الحوثية بالعنف- وتلك التي نشبت عند بداية الثورة التي قامت ضد حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 2011. وأكد أن مطالب الشباب واضحة وحركتهم سلمية ولكن الحوثيين يواجهون تحركاتهم بالعنف، وأشار إلى أن دائرة الرفض تتسع وتنتقل من صنعاء إلى محافظات أخرى.

فرص التدخل
وحول فرص التدخل الدولي، رأى الزرقة أن اليمن كان في عهدة المجتمع الدولي خلال السنوات العشر الماضية، واتهم جمال بن عمر بالتواطؤ مع جماعة الحوثيين، واستبعد أن يكون بمقدور قوة دولية أن تضغط على الحوثيين بخلاف إيران أو حزب الله لعلاقاتهما الواضحة بالجماعة.

وفي رؤية مقاربة لوجهة نظر الزرقة، أوضح العماد أن عدم اكتراث أميركا بسيطرة الحوثيين على السلطة يعود إلى إدراكها بأن شعار "الموت لأميركا" هو شعار للاستهلاك السياسي فقط، مشيرا إلى أن من حاول الاستئثار بالثورات التي قامت عام 2011 -وضرب مثلا بالإخوان المسلمين في مصر- سقطوا لأنهم راهنوا على القوة الأميركية.

أما المَقرَمي فدعا إلى التعويل على الشعب اليمني الذي هب بكل أطيافه السياسية، ونادى المجتمع الدولي في الوقت نفسه إلى اتخاذ موقف واضح من الأسلحة التي اجتاحت العاصمة، واختطفت الدولة وحاصرت الوزارات، الأمر الذي رأى فيه تأكيدا لتهرب جماعة الحوثيين من الالتزام بمقررات اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.