ما وراء الخبر

جدوى مبادرة عباس وتصريحاته بشأن حماس

ناقشت حلقة الأحد (7/9/2014) من برنامج ما وراء الخبر جدوى طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادرة تهدف إلى “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، وكذلك أسباب الاتهامات التي كالها لحركة حماس.

عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة خطة سياسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، التي يسعى من خلالها للحصول على دعم عربي في الأمم المتحدة في ظل عدم قبول الطرف الأميركي بها.

وتتضمن الخطة كثيرا من النقاط، منها الشروع في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تستغرق تسعة أشهر، وتكرس الأشهر الثلاثة الأولى منها لترسيم الحدود، وتنتهي بانسحاب آخر جندي إسرائيلي من حدود عام 1967 خلال ثلاث سنوات، ويجرى خلالها التفاوض في قضايا اللاجئين والقدس والمستوطنات والترتيبات الأمنية والمياه.

جاء ذلك بعد يوم من تهديد عباس بفض الشراكة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وجود ما سماها حكومة ظل من 27 وكيل وزارة تقود البلد، بينما لا تستطيع حكومة الوفاق الوطني فعل شيء على أرض الواقع. وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن عدد الشهداء الذين ينتمون إلى حركة حماس في العدوان على غزة بلغ 50 فقط، بينما قدمت حركة فتح 861 شهيدا.

في المقابل دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى استكمال جميع ملفات المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني لتحقيق وحدة القيادة ومؤسسات النظام السياسي والإستراتيجية النضالية. ودعا إلى شراكة بين مختلف القوى الفلسطينية في قرار السلم والحرب.

حلقة الأحد (7/9/2014) من برنامج ما وراء الخبر ناقشت دلالات طرح عباس للمبادرة بعد ما تصفه المقاومة بأنه انتصار على قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانها على القطاع، وظروف نجاحها، وكذلك أسباب الاتهامات التي كالها عباس لحماس.

رضوان دعا عباس إلى حل الخلافات عبر الحوار وليس الفضائيات (الجزيرة-أرشيف)
رضوان دعا عباس إلى حل الخلافات عبر الحوار وليس الفضائيات (الجزيرة-أرشيف)

استهجان ودعوة
القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أبدى استهجانه لتصريحات عباس الذي اتهمه باستخدام معلومات مغلوطة لتبرئة الاحتلال وتحميل المعارضة ثمن دماء الشهداء، ودعا الرئيس الفلسطيني إلى حل الخلافات -إن وجدت- عبر الحوار وليس الفضائيات.

وأبدى انزعاجه مما سماه قرارا بالهجوم على حماس والمقاومة، لكنه أكد عدم التفاتهم إلى هذا الهجوم وتضييع فرحة الشعب الفلسطيني بالنصر الذي تحقق مؤخرا، وقال "هل هذه مكافأة من عباس بالتهجم على المقاومة بعد ما حققته مؤخرا؟ (..) هذا يمثل هروبا من استحقاقات المرحلة المقبلة وعلى رأسها ملف إعادة إعمار غزة".

وأكد أن حماس معنية بإنجاح حكومة المصالحة، نافيا مزاعم الرئيس الفلسطيني بوجود حكومة ظل يديرها وكلاء الوزارة، وقال "أنا وزير سابق ولا أعلم شيئا عن وزارتي وقد كلمت الوزير الجديد وتمنيت له التوفيق".

القواسمي: حديث عباس ينطلق من دافع الحرص على الوفاق الوطني (الجزيرة-أرشيف)
القواسمي: حديث عباس ينطلق من دافع الحرص على الوفاق الوطني (الجزيرة-أرشيف)

حرص على الوفاق
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة التحرير الفلسطيني (فتح) إن الرئيس عباس لم يهاجم حماس وإنما طالب بحكومة تمارس أعمالها دون تعويق من أحد، مشيرا إلى أن حديثة ينطلق من باب الحرص على الوفاق الوطني.

وعدد القواسمي ما بدا أنها اتهامات لحماس بدأت بـ"افتعال مشكلة رواتب الموظفين في اليوم التالي لإعلان حكومة التوافق الوطني، ثم خطف المستوطنين وإطلاق الرصاص على أنصار فتح في غزة". وأضاف "نريد وحدة وطنية حقيقية".

إسرائيل والمفاوضات
من جانبه قلل استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس محمود محارب من أهمية المبادرة التي قدمها عباس، مؤكدا أن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود وإسرائيل تريد فرض الاستسلام على الفلسطينيين".

ولفت إلى خطورة التراشق بين حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى أن إسرائيل تلعب على شق الصف الفلسطيني لأنهم تعلم أن قوة الفلسطينيين في وحدتهم. وطالب فتح بعدم الهجوم على حماس، ودعا لحوار مباشر بين الطرفين.

ووصف مبادرة الرئيس الفلسطيني بالمتأخرة، مشددا على أن المفاوضات الثنائية لا جدوى منها.