ما وراء الخبر

ما إستراتيجية أوباما تجاه "تنظيم الدولة"؟

ناقشت حلقة الأربعاء (3/9/2014) من برنامج ما وراء الخبر تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن وجود إستراتيجية إقليمية للتحرك في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية.

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب وقتا طويلا، وأن هناك إستراتيجية إقليمية للتحرك وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية. وقال إن الولايات المتحدة لن يرهبها تنظيم الدولة، وذلك بعد إقدام الأخير على قطع رأس صحفي أميركي آخر بعد واقعة جيمس فولي المماثلة الشهر الماضي.

غير أن أوباما لم يحدد جدولا زمنيا لوضع إستراتيجية للتحرك على الأرض من أجل القضاء على تنظيم الدولة، مكتفيا بالقول إن ذلك سيستغرق وقتا طويلا.

حلقة الأربعاء (3/9/2014) ناقشت أسس الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، واحتمالية نجاحها في ظل ربطها بموافقة الكونغرس والدول الإقليمية، وذلك بعد أيام من تصريحه الشهير بعدم امتلاك أي إستراتيجية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية.

ضد الحروب
الخبير في قضايا الإرهاب ريتشار مينيتر استبعد وجود إستراتيجية لأوباما تجاه خطر تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تقوم بالكثير مقارنة بما يفعله حلفاؤها.

وقال مينيتر إن أوباما ومستشاريه المقربين ضد خوض الحروب، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة رأي عام مذهول وغاضب من إعدام صحفيين أميركيين على أيدي تنظيم الدولة، مضيفا "الرئيس بين أصدقائه الذي لا يريد إغضابهم والرأي العام الضاغط بعد مقتل الصحفيين".

وأكد الخبير الأميركي أن "أوباما ليست لديه أي إرادة للقتال في العراق أو سوريا، وكل ما يهمه أن يكون له مكانه، وأن يعاد انتخاب حزبه في الانتخابات التشريعية في نوفمبر/تشرين الثاني.

وردا على سؤال عن توقيت إعلان أوباما عن وجود إستراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة بعد إعدام التنظيم لصحفي أميركي، قال مينيتر إن وسائل الإعلام الأميركية حاولت إرضاء الرئيس بغض الطرف عن تنظيم الدولة الإسلامية، لكن قتل صحفيين أميركيين لا يمكن تجاهله.

خطط للمواجهة
ونفى إمكانية خوض حروب بالوكالة عن الولايات المتحدة استنادا إلى تأكيد أوباما على وجود إستراتيجية إقليمية للتحرك بمواجهة التنظيم، لكنه أشار إلى إمكانية العمل مع الأكراد في العراق وشمال سوريا للحصول على معلومات استخبارية، وكذلك التنسيق مع القبائل العربية في محافظة الأنبار والعرب السنة في وسط العراق.

ورغم اعترافه بقوة تنظيم الدولة الإسلامية عدة وعتادا أكد هشاشته أمام التقدم التكنولوجي الأميركي في المجال العسكري.

من جهته، فسّر الكاتب والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية تصريحات أوباما بشأن الإستراتيجية بعد أسبوع من نفيه وجودها بأنه يعكس ارتباكا أميركيا في كيفية إدارتها لمصالحها في المنطقة خصوصا في سوريا والعراق.

وقال إن الولايات المتحدة أعطت تفويضا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمواجهة هذا التنظيم، لكنها بدأت في إعادة النظر بعد انهيار الجيش العراقي أمامه في الموصل في يونيو/حزيران الماضي.

وأشار أبو رمان إلى أهمية التوصل إلى حل سياسي في العراق "رغم أهمية الحل العسكري الذي ظهر من خلال الضربات الجوية الأميركية، لكنها لا تؤثر بالقدر الكافي في ظل وجود حالة من الشرخ الطائفي".

تهديد إقليمي
الخبير في الشأن العراقي إبراهيم الصميدعي أكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وأن إستراتيجية الانتظار لم تعد تفيد في ظل سيطرة التنظيم على أسلحة متطورة ومنظومات دفاع جوي حديثة أثناء سيطرته على الموصل وبعض المعسكرات في سوريا.

وأشار إلى أن إستراتيجية الصمت لأوباما قد تكون مقصودة لدفع الكونغرس إلى الضغط عليه للتدخل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، موضحا أهمية التدخل المرتكز على إستراتيجية حقيقية بعيدا عن التدخلات العشوائية التي جربت في السابق.