ما وراء الخبر

عقبات تواجه التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية"

ناقشت الحلقة مستقبل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءلت عن جدوى الحرب ضد التنظيم في ضوء المعطيات على الأرض، ومع استمرار المظلومية التي يتعرض لها السنة في العراق وسوريا.

يواجه التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة لحشده لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، عقبات عدة في ظل الافتقار إلى دعم سُني، مع خشية العديد من الدول المشاركة من إرسال قوات على الأرض.

حلقة الجمعة (12/9/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أبعاد ومستقبل هذا التحالف، وتساءلت عن جدوى الحرب ضد التنظيم في ضوء المعطيات على الأرض، وأي شرعية لحرب ضد فصيل سني في ظل المظلومية التي يتعرض لها السنة في كل من العراق وسوريا.

يقول عضو مجلس النواب العراقي عبد القهار سمرائي إن الحرب على الإرهاب ضرورة لأهل السنة، لكنهم متخوفون ألا تأتي قوات على الأرض، وهم يطلبون ضمانات وتطمينات دولية ومحلية وأيضا من قبل الحكومة العراقية التي ستتفاوض مع الولايات المتحدة، بشأن من سينفذ على أرض الواقع، وهم مستعدون للقيام بهذا الدور ولكن ليس على طريقة الصحوات.

وأضاف سمرائي أن الحكومة الأميركية ستكون مسؤولة عن النتائج في ضوء عدم وجود قوات عراقية فعلية على أرض الواقع، والقوات الموجودة غير قادرة على التحرك، وهي عبارة عن مليشيات غير مؤهلة لخوض معركة، وتتصرف بشكل طائفي على الأرض التي تتحرك فيها.

وحذر نائب البرلمان العراقي من أنه إذا اعتمدت الولايات المتحدة على هذه المليشيات فسوف ينأى السنة بأنفسهم عن الصراع.

بقاء الأسد
من جهته، يرى محمد سمرين مستشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة أن الإرهاب في سوريا ليس مقصورا على تنظيم الدولة الإسلامية فقط، وإنما أيضا على نظام الأسد، واعتبر أن بشار الأسد هو "أول الإرهابيين".

وأضاف أن الموقف الأميركي غير الواضح هو المشكلة الأساسية، مؤكدا وجود أزمة ثقة في قرارات الرئيس الأميركي باراك أوباما المتعلقة بمكافحة الإرهاب، خاصة أنها تركز على العراق، رغم أن الأوضاع فيها أقل وضوحا مما يحدث في سوريا.

وتابع سمرين أن التحالف الدولي غير واضح حتى هذه اللحظة، متسائلا "كيف يمكن أن يكون هناك توجه فقط لموضوع تنظيم الدولة -مع اتفاقنا على ما يمثله من خطورة- دون التطرق للمطلب الأساسي وعلاج أصل المشكلة، فالإرهاب في سوريا أصله نظام الأسد، وهو شريك في صناعة تنظيم الدولة".

وكشف عن وجود مناقشات مع الولايات المتحدة لإيجاد رؤية واضحة لمحاربة الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الدول أصدقاء الشعب السوري أكدوا لنا أنه لا يمكن لهم خوض تحالف يفضي في النهاية إلى بقاء الأسد في السلطة.

في السياق أكد كبير الباحثين في مركز الدراسات الدولية صامويل برانين أن هناك قوات موجودة على أرض الواقع متمثلة في الجيش العراقي وقوات المعارضة السورية، لكنه شدد على الحاجة لالتزام عسكري أكبر، مع ضرورة استخدام القوات الجوية.

ولفت برانين إلى أن عدم وجود قوات أميركية لا يعني أن ما من حرب ستخاض، فمن بين الأمور التي أعلن عنها أوباما توافر دعم من استشاريي الولايات المتحدة الموجودين في العراق الذين سيدعمون عناصر الجيش العراقي، أي أن العراق ستخوض حربها، وستقدم الولايات المتحدة الاستشارة.

وبشأن سوريا، قال برانين إن ثمة إقرارا في واشنطن بأن الخطأ كان فظيعا بعدم الرد على اعتداء الأسد على شعبه بالأسلحة الكيمياوية، ولكن اليوم علينا التعاطي مع التهديد الإرهابي المباشر وهناك مباحثات الآن بشأن ما يمكن أن يكون هدفا في سوريا.