ما وراء الخبر

هل سيتجاوز العبادي تركة المالكي؟

مع المشاورات الجارية لاستكمال تشكيل الحكومة العراقية طرحت الحلقة سؤالين: كيف ينظر حيدر العبادي إلى تركة سابقه نوري المالكي؟ وما هي فرصه للتغلب على الواقع المعقد في البلاد وتجاوز آثاره؟

يواصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي  مشاوراته مع القوى السياسية في البلاد لاستكمال تشكيل حكومته حيث لم يتم الاتفاق بعد على مرشحي وزارة الدفاع والداخلية.

وطرحت حلقة "ما وراء الخبر" يوم 10/9/2014 سؤالين في إطار الحراك السياسي الجاري: كيف ينظر العبادي إلى تركة سابقه نوري المالكي.وما هي فرصه للتغلب على الواقع المعقد في البلاد وتجاوز آثاره؟

فقد ورث العراق بعد إزاحة المالكي تركة من الاحتقانات تفجرت بشكل رئيسي في المحافظات الست التي عرفت بالمحافظات المنتفضة، بينما أمهل الأكراد رئيس الوزراء الحالي ثلاثة أشهر للتفاهم بشأن مطالبهم في اللامركزية والمحاصّة الوزارية.

ولا يمضي هذا المشهد دون تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على ثلث مساحة العراق ، والتحالف الذي تشكله أميركا لمواجهته، والتعهد بإعادة بناء الجيش العراقي بحسب آخر تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

تمثل وزارة الدفاع ومعها وزارة الداخلية أمرين بالغي الأهمية ضمن خريطة النوايا والخطوات الإيجابية التي يتطلع إليها العراقيون وخصوصا في المناطق التي اعتبرت الجيش والداخلية طرفين في النزاع.

وهنا يتحدث مصطفى عياش الكبيسي نائب مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية عن تسريبات تقول إن قائد مليشيا بدر هادي العامري قد يتسلم وزارة الدفاع معلقا "إذا سلم ملف الجيش له فاقرأ السلام على أي برنامج سياسي" وفاقي.

وأضاف أن الشارع السني لا يمكن أن يقف في وجه تنظيم الدولة مع مليشيات متطرفة، وبعد التخلص من هذا التنظيم تتفرغ المليشيات لتذبح السنة، خصوصا بعد ما جرى من "دعشنة" السنة في عهد المالكي، على حد قوله.

مطالبات كردية
بدوره قال المحلل السياسي جبار قادر إن حكومة العبادي تشكلت تحت ضغوط خارجية وليست نتيجة المفاوضات الداخلية في العراق، مشيرا إلى هناك فرصة مناسبة لأن تتخلى عن المفاهيم التي كانت تتحكم في الحكومة السابقة.

وطالب بأن توضع قوات البشمركة ضمن القوى الدفاعية العراقية، وأن تحترم المادة الأولى من الدستور التي تقول إن العراق دولة فدرالية، في وقت كان المالكي ينظر إلى أي مطالبة فدرالية على أنها تجزئة للبلاد.

وأبدى قادر تفاؤله بمشاركة دول عربية وتركيا في تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرا أن هذا الانسجام الإقليمي سيلعب دورا كبيرا في تخفيف الأوضاع المتوترة في العراق.

أما مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان عطية فاعتبر السؤال عن إنجازات العبادي يجب أن يكون جوابه الأول هو أن مجرد إزاحة المالكي إنجاز بحد ذاته وهذا يمثل فرصة للتغيير.

وشدد عطية على إجراءات بناء ثقة من طرف رئيس الوزراء العراقي قائلا "أتوقع أن يقوم العبادي بإعلان وقف الضرب على أبناء العراق باستثناء الدولة الإسلامية، وأن يشرع دون نقاش في الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين وفتح الحوار مع الجميع".

وعن بناء الجيش العراقي الذي تحدث عنه كيري، قال إن أميركا وضعت أصبعها على المشكلة، حيث لن يكفي أن يضرب تنظيم الدولة جوا ولا بد من قوات عراقية على الأرض، مطالبا أن يعاد بناء الجيش بعيدا عن الدمج الحزبي وشراء المناصب العسكرية، حتى يشعر العراقيون بأن الجيش جيشهم لا جيش فئة واحدة.