ما وراء الخبر

حكومتان في ليبيا وصراع عسكري محتدم

بحثت الحلقة دلالة التطورات العسكرية والسياسية بعد اندلاع الاشتباكات للسيطرة على مطار بنينا في بنغازي، وبروز حكومتين تتصارعان على الشرعية، واحدة برئاسة عبد الله الثني والثانية برئاسة عمر الحاسي.

شهدت ليبيا تطورات متسارعة على الصعيدين السياسي والميداني، فقد أعلن مجلس شورى ثوار بنغازي سيطرته على ثلاثة محاور تمهيدا لانتزاع السيطرة على مطار بنينا من يد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

مقابل ذلك يتعمق في البلاد صراع الشرعيات، فبعد تكليف المؤتمر الوطني العام في طرابلس عمر الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ها هو مجلس النواب في طبرق يكلف عبد الله الثني بتشكيل حكومة جديدة.

وبحث برنامج "ما وراء الخبر" في حلقة 1/9/2014 دلالة هذه التطورات العسكرية وأثرها على مسارات الأوضاع في ليبيا، وهل استنفدت وسائل الحوار السياسي ولم يعد إلا لغة الرصاص؟

عضو مجلس النواب الليبي علي أبو زعكوك وصف اجتماع مجلس النواب في طبرق -الذي كلف فيه الثني بتشكيل الحكومة- بغير الشرعي، أما قول مجلس الأمن ودول مجلس التعاون إن المجلس شرعي فإنه اعتبر ذلك وصفا لمجلس النواب كهيئة وليس النواب الذين في طبرق ولا يمثلون حتى المناطق التي انتخبوا فيها، على حد قوله.

ولدى سؤاله -وهو أيضا عضو مجلس النواب- عن عدد النواب الذين اجتمعوا في طبرق قال إن العدد ليس مهما وإن كثرة الباطل لا تجعله حقا، مشيرا إلى أن المجلس دعا الخارج للتدخل في ليبيا ولم يدن قصف الإمارات ومصر للبلاد، وأن حفتر قال إن القصف تطبيق لقرارات مجلس طبرق، على حد تعبيره.

أربعة أخماس ليبيا
وأكد أبو زعكوك أن أربعة أخماس ليبيا هي تحت سيطرة  قوات "فجر ليبيا،" التي تدافع عن روح ثورة 17 فبراير.

أما الكاتب والباحث السياسي كامل المرعاش فرفض نسبة الأربعة أخماس التي قال بها أبو زعكوك، ووصف ذلك بـ"التدليس والتزوير"، مضيفا أن من دمروا مطار طرابلس لا يمكن أن يحكموا ليبيا بالقوة.

وأضاف أن "فجر ليبيا" لا تسيطر إلا على وسط طرابلس، واصفا أبو زعكوك بأنه عضو في مؤتمر وطني انتهت ولايته في فبراير/شباط الماضي وأحيته المليشيات.

وقال مقدم الحلقة محمد كريشان إن مجلس النواب مصطف أيضا مع مجموعة مسلحة حاله حال الفريق الآخر، فرد المرعاش نافيا أن يكون المجلس تحت سيطرة حفتر الذي لم تقتحم قواته مقر المجلس بينما "المليشيات المتطرفة" اقتحمت المؤتمر الوطني أكثر من 25 مرة.

من جانبه قال النائب في مجلس النواب في طبرق زياد دغيم إنه ينبغي الاحتكام إلى المؤسسات القضائية، متهما من قال إنها مليشيات بتحطيم طرابلس بدل اللجوء إلى التسوية عن طريق القنوات القانونية.

وأعلن دغيم عن تجهيز عملية عسكرية كبيرة بهدف "تحرير العاصمة" وإعادة سيطرة الشرعية، متهما عملية "فجر ليبيا" بأنها نادت بتطهير العاصمة "ثم فوجئنا" بأنها "انقلبت على الشرعية".